سلسلة علماء من عصرنا
اللغوي المفسر مصطفى خرم دل
(خاص بالمنتدى)
ولد مصطفى خرمدل (بالكردية: مستەفا خوڕەمدڵ) بقرية دهبكر إحدى قرى محافظة مهاباد الكردية بشمال غرب إيران عام 1936م.
تعثر في التعليم ما قبل الجامعي، وتأخر فيه حتى إنه التحق بمدرسة “سعادت” سنة 1951م، ثم مدرسة الخيام، ثم تحول بعد ذلك إلى طالب مستمع بسبب سنه الكبير.
سافر إلى طهران للدراسة؛ والتحق بجامعتها سنة 1963م، وتخرج في كلية الإلهيات والمعارف الإسلامية قسم اللغة العربية وآدابها سنة 1968م.
وعمل بالتدريس بطهران وهو بالجامعة، ثم رجع إلى مهاباد وعمل مدرسًا في ثانوياتها حتى عام 1971م.
ثم عاد إلى طهران لإكمال دراساته العليا؛ فحصل على الماجستير عام 1973م في تخصص اللغة العربية وآدابها، والدكتوراه عام 1979م في مجال الثقافة العربية والعلوم القرآنية.
وعمل بالتدريس في ثانويات طهران حتى عام 1975م.
وهو فقيه وداعية ومترجم بارع ومفسر كبير، ويعتبر أحد أعمدة العلم والثقافة بين أهل السُّنة في إيران.
ولقد كان على علاقة وطيدة مع المدارس الشرعية الإسلامية إلى جانب الجامعات الرسمية وربَّى أجيالاً من العلماء والدعاة.
عمل بجامعة “تربيت معلم” في طهران، وفي عام 1975م عمل بالتدريس في كلية “إعداد مدرسي الثانوي” في سنندج، والتي كانت تتبع جامعة “تربيت مدرس” ثم ضمت إلى جامعة الرازي في كرمانشاه، وتولى عمادة الكلية فيما بعد، ثم تحولت هذه الكلية بعد ذلك إلى جامعة كردستان بإيران.
وعمل بجامعة آزاد الإسلامية.
كان يتقن الكردية، والفارسية، والعربية.
لهُ مؤلفات بلغات عدة وترجمات، فقد ترجم تفسير “في ظلال القرآن” للأستاذ سيد قطب إلى اللغة الفارسية في 15 مجلدًا.
وله ثلاثة تفاسير للقرآن الكريم: تفسير “المقتطف” بالعربية، و”النور” بالفارسية الذي لا يخلو بيت من بيوت سنة إيران منه، و”نسيم الرحمة (شنەی ڕەحمەت)” بالكردية.
ولهُ مؤلفات أخرى في الأدب العربي والفارسي والكردي، منها: الصلاة أمر الله، المحادثة في اللغة الكردية، صرف اللغة الكردية، شجرة العلم، نحو اللغة الفارسية، صرف اللغة العربية، النحو العربي، نظرة على الإعجاز العلمي للقرآن، ترجمة كتاب الله جل جلاله لسعيد حوى، عنايت يزدان وهو ترجمة لكتاب غريزة أم تقدير إلهي لشوقي أبو خليل.
توفي يوم الأحد الأول من شوال 1441هـ الموافق 24مايو 2020م بعد إصابتهِ بفيروس كورونا.
وقد نعاه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قائلاً: كَانَ -رحمه الله- بَاحِثًا وَمُفَسِّرًا لِلْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَمُتَرْجِمًا بِاللُّغَاتِ الْعَرَبِيَّةِ وَالْفَارِسِيَّةِ وَالْكُرْدِيَّةِ.
كما نعاه الأمين العام لجماعة الدعوة والإصلاح في إيران د. عبدالرحمن بيراني قائلاً: ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ رحيل الباحث القرآني والمفسر والمترجم الشهير د. مصطفى خرمدل الذي أمضى عمره في سبيل القرآن الكريم تبيينًا وتفسيرًا، وفي سبيل نشر العلوم الإسلامية.