سلسلة علماء من عصرنا
العلامة المحدِّث نور الدين بن محمد عتر الحسني
(خاص بالمنتدى)
ولد نور الدين يوم الأربعاء 17 صفر عام 1356هـ الموافق 28أبريل عام 1937م بحلب الشهباء بسوريا، وهو سليل أسرة علمية عريقة في علوم الشريعة والحقيقة؛ فوالده الحاج محمد عتر كان من خواص تلاميذ العلامة محمد نجيب سراج الدين وزوج ابنته كذلك.
نذره والده للعلم، وتدرج في التعليم حتى حصل على الشهادة الثَّانوية الشَّرعية عام 1954م بتفوق.
ثم طلب العلم بمصر؛ حيث التحق بجامعة الأزهر، والتي تخرج فيها عام 1958م بتفوق.
تلقى العلم على ثلة من العلماء الكبار منهم: الشيخ مصطفى مجاهد، الشيخ محمد محمد السماحي، الشيخ عبد الوهاب البحيري، الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد.
وصاحب الأثر الأكبر في تكوينه العلمي والروحاني خاله وصهره العلامة عبد الله سراج الدين الحسيني.
وفي عام 1964م حصل على درجة الدُّكتوراه من شعبة التَّفسير والحديث بتقدير ممتاز مع الشرف، بأطروحة بعنوان: “طريقة الترمذي في جامعه، والموازنة بينه وبين الصَّحيحين”.
ثم عاد لسوريا، وقام بالتدريس في المرحلة الثانوية لفترة يسيرة.
ثم جاور بالمدينة المنورة عندما قام بتدريس مادة الحديث النَّبوي الشريف في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من عام 1965م إلى عام 1967م.
وعاد إلى دمشق عام 1967م ليعين بكلية الشَّريعة بجامعة دمشق، ودرَّس مادتي الحديث والتفسير كذلك بكليتي الآداب بجامعتي دمشق وحلب.
كما درَّس في العديد من الجامعات العربية والإسلامية لفترات وجيزة.
وعمل خبيرًا مختصًّا لتقويم مناهج الدراسات الجامعية الأولى ومناهج مرحلة الدراسات العليا في جامعات متعدِّدة في العالم الإسلامي.
وقد تخرج على يديه نخبة متميزة من العلماء والأساتذة.
وأشرف وناقش عشرات الأطروحات الجامعية من دكتوراه وماجستير.
وكان محكِّمًا لبحوث الترقية بالجامعات.
وشارك في مؤتمرات كثيرة في عدد من الدول العربية والإسلامية.
كانت له أياد بيضاء في افتتاح الكثير من المعاهد والمدارس الشرعية بسوريا.
تجاوزت مؤلفاته خمسين مؤلفًا ما بين تحقيق وتأليف تتسم بالابتكار في التبويب، وتكثيف المعلومات مع وضوحها، وقد اعتمد بعضها كمقررات جامعية في العديد الجامعات.
ومن أبرزها: (منهج النقد في علوم الحديث) الذي اعتبر مرحلة تاريخية جديدة في علم المصطلح بعد مرحلة شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني، (إعلام الأنام) الذي يعد تحفة فريدة في الحديث التحليلي، دراسات تطبيقية في الحديث النبوي، الحج والعمرة في الفقه الإسلامي، محاضرات في تفسير القرآن الكريم، (علوم القرآن) الذي يتحدث فيه عن تعاريف القرآن والوحي، ويُبين حقوق القرآن على الإنسان والمسؤولية الملقاة على المسلمين تجاه كتاب ربهم، (القرآن الكريم والدراسات الأدبية) من مقررات كلية الشريعة في جامعة دمشق، أصول الجرح والتعديل وعلم الرجال، المعاملات المصرفية والربوية وعلاجها في الإسلام، أبغض الحلال، هدي النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في الصلوات الخاصة، (ماذا عن المرأة) يتحدث فيه عن المرأة في الإسلام وأحكامها في الشريعة، فكر المسلم وتحديات الألف الثالثة، علوم الحديث لابن الصلاح (تحقيق)، إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق للنووي (تحقيق)، شرح علل الترمذي لابن رجب (تحقيق)، شرح النخبة نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر لابن حجر (تحقيق)، الرحلة في طلب الحديث للخطيب البغدادي (تحقيق).
نشر عشرات المقالات في عدد من المجلات المحكمة، وكان محكمًا لأكثر من 15 مجلة علمية فصيلة.
وفي علاقته بطلابه عرف بإشفاق الوالد وصرامة ودقة المعلم والمربي، مع مساعدة عدد منهم ماديًّا في الخفاء.
ألبسه الله لباس الهيبة، مع تواضعه وزهده في المناصب.
جمع بين العلم والتزكية.
توفي العلامة نور الدين بدمشق يوم الأربعاء 6 صفر 1442هـ الموافق 23 سبتمبر 2020م.
وكان ممن استنكر سفك الدماء السورية المعصومة، ولم يتلبس بتأييد نظام بشار الأسد المجرم.