سلسلة (طريق نوازل العطاءِ)
بقلم د. أسعد أبو شريعة (خاص بالمنتدى)
كلُ عطاءٍ معينٍ لهُ سبيلٌ خاص.
١_ عطاءُ البركةِ:
(في العلمِ ، في المالِ ، في الوقتِ ، في العمرِ ، في الولدِ ، وغيرِهم ).
قال تعالى:
{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَـٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }
[ سورة الأعراف : 96 ]
المستنبطُ من الآيةِ: فيها شرطان بوعدٍ، وهما:
الشرطُ الأول: كلمةُ ( آمَنُوا ):
وهي من قسمين :
القسم الأول : يؤمنون بأركان الإيمان الست.
القسم الثاني: يتطلبُ فيهم شروطاً ومواصفاتٍ ليتحقق فيهم كلمةُ (مؤمنين) ، فلقد قال تعالى:
{ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } [ الأنفال : 4 ]
وهذهِ الشروطُ وردت في آياتٍ عدة :
أ_ قلوبُهم وجلةٌ، قال تعالى: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [ سورة الأنفال : 2 ]
وقال تعالى: { الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }
[ سورة الحج : 35 ]
ب_ يسمعون الآياتِ وعندَهم نيةُ الإتباعِ، قال تعالى: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [ سورة الأنفال : 2 ]
ت_ متوكلون على اللهِ، قال تعالى: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [ سورة الأنفال : 2 ]
ث_ صلاتُهم يحافظون عليها وخاشعون فيها، قال تعالى: { الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ } [ المؤمنون : 2 ] وقال تعالى: { وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ } [ المؤمنون : 9 ]
ج_ ينفقون من أموالِهم ولا يسرفون، قال تعالى : { وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا }
[ الفرقان : 67 ]
ح_ معرضون عن اللغو، قال تعالى: { وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ } [ المؤمنون : 3 ]
خ_ يحفظون فروجهم، قال تعالى: { وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ } [ المعارج : 29 ]
د_ أمناءُ وأوفياءُ لعهودِهم، قال تعالى: { وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ } [ المؤمنون : 8 ]
الشرط الثاني: كلمةُ ( وَاتَّقَوْا ):
وصفَ اللهُ المتقين، فقال: { إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } [ الأعراف : 201 ]
والتقوى من أربعةِ أركانٍ كما عرّفها علي بن أبي طالب رضوان الله عليه :
_ العملُ بالتنزيل.
_ الخوفُ من الجليل.
_ الرضا بالقليل
_ الإستعدادُ ليوم الرحيل
الخلاصة :
إذا تحققت الشروطُ السابقة؛ أنزلَ اللهُ البركةَ من السماءِ ، وأخرجَها من الأرضِ، وإن لم تَحُلُ عليك البركةُ فهناك مشكلةٌ في أحدِ شروطِها السابقة.
بارك الله لنا ولكم في رمضان.
وكل عام وأنتم بخير..