سلسلةُ سننٍ ربانيةٍ (٧) .. سنةُ الثباتِ والرعبِ
بقلمِ د.أسعد أبوشريعة (خاص بالمنتدى)
الحمدُ للهِ ربِ العالمينَ ، مثبتُ المؤمنين الموحدين الذينَ على صلواتِهم محافظين ودائمين وفيها خاشعين ، والراعين لأماناتِهم وعهودِهم ، والمنفقين والمصدقين بوعدِ اللهِ ووعيدهِ ، والذينَ هم عن اللغوِ معرضون .
الحمدُ للهِ الذي يرعبُ الكافرينَ في معاركِهم مع المؤمنينَ، والصلاةُ والسلامُ على النبيِّ الأميِّ الصادقِ الأمينِ وعلى آلِ بيتهِ الطيبينَ وأصحابهِ الميامين الذينَ نصرَ اللهُ بهمُ الدينَ.
عطايا الثباتِ أو موانعُ الثباتِ وإلقاءُ الرعبِ، قد لا يشعرُ بها ولا يعلمُها كثيرٌ من الناسِ، ولكنْ ما يترتبُ عليها منْ آثارٍ عظيمةٍ في الحياةِ الدنيا تجعلُها محلَ تدبرٍ وتأملٍ، وأحدُ طرقِ معرفةِ العبادِ لأنفسهم.
ولتثبيتِ المؤمنين شروطٌ، وهناك شروطٌ لإلقاءِ الرعبِ في قلوبِ العبادِ:
أولاً/ التثبيتُ:
الثباتُ من اللهِ عزَ وجلَ، وحتى يحصلُ العبدُ على الثباتِ لا بدَ من أمرين إثنين :
١_ الإيمانُ والنصرةُ
قال تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }
[ محمد : 7 ]
_ أما الإيمانُ فهو أركانٌ ستةٌ ومواصفاتٌ وردتْ في القرآنِ العظيمِ ، ومن هذه الصفاتِ، أنهم على صلاتِهم دائمون ويحافظون ، وفيها خاشعون ، وهم المصدقون بيومِ الدينِ ، وهم الذين في أموالِهم حقٌ معلومٌ للسائلِ والمحرومِ ، وهمُ الذين لأماناتِهم وعهدِهم راعون ، وهمُ الذين عن اللغوِ معرضون ، وهمُ الذين قلوبُهم وجلةٌ وعلى ربِّهم يتوكلون .
_ وأما نصرةُ اللهِ فهي نصرةُ العبادِ لدينِ اللهِ، فالقومُ يعملونَ لنصرةِ الدينِ وليسَ لدنيا يصيبونَها.
٢_ يسألونَ اللهَ الثباتَ والنصرَ:
قال تعالى:
{ وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } [ البقرة : 250 ]
لا يثبتُ اللهُ قوماً لا يسألونَه الثباتَ ، لأنَّ من لم يسألْ اللهَ الثباتَ يرى في نفسهِ القدرةَ على الثباتِ وبذلك يكنْ متوكلاً على نفسهِ.
ثانياً/ الرعبُ:
عقوبةٌ يلقيها اللهُ عزَ وجلَ في قلوبِ الكافرين والمشركين :
١_ الشركُ
قال تعالى:
{ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ۖ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۚ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ } [ آل عمران : 151 ]
سواءٌ الشركُ في الألوهيةِ أو الربوبيةِ فمنْ وقعَ في الشركِ سيكونُ قلبُه أثناءَ القتالِ مرعوباً .
٢_ الكفرُ
قال تعالى:
{ إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ } [ الأنفال : 12 ]
والكفرُ هنا أياً كانَ نوعُه سواءً كفرُ الجحودِ أو التكذيبِ أو الإستكبارِ أو الشركِ أو الشكِ أو النفاقِ أو الإعراضِ أو كفرِ الكلمةِ، فمن وقعَ في أيِ نوعٍ من أنواعِ الكفرِ السابقةِ سيرتعبُ قلبُه أثناءَ القتالِ .
الخلاصةُ /
جندُ اللهِ الخفيِ التثبيتُ أو الرعبُ، فأما التثبيتُ سببُه الإيمانُ وأركانهُ الستةِ ونصرةُ اللهِ عزَ وجل وسؤالُه الثباتُ، وأما الرعبُ فسببُه الكفرُ أو الشركُ .