سلسلةُ السننِ الربانيةِ (7) .. سنّةُ الأمنِ النّفسيِ
بقلم د. أسعد أبوشريعة (خاص بالمنتدى)
الحمدُ للهِ ربِ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خيرِ الأنامِ، وعلى آلِ بيتهِ الطيبين، وعلى أصحابِه الميامين الذين نصرَ اللهُ بهمُ الدين .
الأمنُ محببٌ للعبادِ، والناسُ تبحثُ عنهُ، فالإنسانُ يحبُ أن يكونَ آمناً في بيتهِ، وفي وطنِه، وفي ترحالِه، وفي كلِّ حياتهِ، ولكنّ الأمنَ أمنان :
أمّا الأولُ /
فهوَ الأمنُ النفسيُ وهوَ سيطرةُ النظامِ في الدولةِ، فالناسُ تُأمنُ على أنفسِها وأموالِها وأعراضِها من المعتدين، وليسَ هذا موضعُ المقالِ.
أمّا الثاني /
فهوَ الأمنُ الداخليُ، وهو شعورُ الإنسانِ بعدمِ الخوفِ، فلا يخافُ من الموتِ ولا على الرزقِ – وهذا موضعُ المقالِ – فهذا بيدِ اللهِ وحدَه، ولكنّ إكتسابَه يتم بشروطٍ، من حققَها رُزقَ الأمنَ.
قال تعالى:
{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ } [ الأنعام : 82 ]
فعدمُ الشركِ شرطٌ لتحقيقِ الأمنِ النفسيِ للعبدِ ، فمنْ آمنَ بإركانِ الإيمانِ الستةِ، وحققَ شروطَ ومواصفاتِ المؤمنينَ التي وردَت في القرآنِ الكريمِ، ومنها ( قلبٌ وجِل ، زيادةُ الايمانِ كلّما تعلمَ مسألةٍ، التوكلُ على اللهِ وحدَه، المحافظةُ على الصلواتِ والخشوعُ بها، الصدقاتُ ، حفظُ الفرجِ الا على الأزواجِ ، حفظُ الأمانةِ، مراعاةُ العهدِ ، والصبرُ ).
بعد تحقيقِ العبدِ لشروطِ المؤمنين التي وردَت في القرآنِ الكريمِ ولا يشركُ باللهِ شيئاً، فيرى الفضلَ والأمرَ كلّهُ بيدِ اللهِ وحدَه، وكذلك يرى العزةَ والقوةَ للِه جميعاً.
ملاحظةٌ/
منْ أحقُ بأن يمنَ اللهُ عليه بالأمنِ ، المؤمنُ الذي لا يشركُ باللهِ؟ أمِ المشركُ؟! قال تعالى:
{ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ۚ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }[ الأنعام : 81 ]