مقالاتمقالات المنتدى

سلسلةُ السننِ الربانيةِ (6)

سلسلةُ السننِ الربانيةِ (6)

 

بقلم د. أسعد أبو شريعة (خاصٌ للمنتدى)

 

?سنةُ تأليفِ القلوبِ.
الحمدُ للهِ الواحدِ الأحدِ، المعزِ المذلِ الذي بيدهِ مفاتيحُ السمواتِ والأرضِ، الخالقُ من عدمٍ.
ما أحوجَ أمتَنا الإسلاميةِ في زمانِنا هذا إلى أن يؤلفُ اللهُ بينَ قلوبِها، فالقلوبُ بيدِ اللهِ، إن أرادَ ألّفَ بينَها، وإن أرادَ شتتَها.
وفي مقالي هذا سوفَ أتناولُ شروطَ التأليفِ الإلهيِ لقلوبِ المجموعِ  :

١_ الإقرارُ العمليُ بأنَّ تأليفَ القلوبِِ بيدِ اللهِ عزَ وجلَ وحدهُ:
قالَ تعالى:
{ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [  الأنفال : 63 ] هناكَ منَ الناسِ من يظنُ أن تأليفَ القلوبِ بيدهِ عبرَ نفقاتٍ ماليةٍ يصرفُها على الناسِ، فقد يجمعُ المالُ بعضاً من الناسِ، ولكنَّه تجمعُ أجسادٍ وليسَ تجمعُ قلوبٍ.

تأليفُ قلوبِ المجموعِ لكي يخافُ بعضُه على بعضٍ بيدِ اللهِ وحدهُ، فوجبَ الإقرارُ بهذهِ القاعدةِ وبأسبابِ التأليفِ حتى يؤلفُ اللهُ عزَ وجلَ بينَ المجموعِ.

٢_  الإعتصامُ بحبلِ اللهِ، وعدمِ حبِ الفرقةِ، قال تعالى:
{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }
[  آل عمران : 103 ]

أيُّ مجموعٍ سواءٌ كانَ عائلةً أو جماعةً أو دولةً أو أمةً، فإن أرادَت أن يؤلفُ اللهُ بينَ قلوبِها لا بدَ لها منَ التمسكِ بكتابِ اللهِ عزَ وجلَ ، وتطبيقِ أحكامهِ في حياتِهم، وأيضاً عدمُ حبِ الفرقةِ، حينَها ينزلُ التأليفُ على قلوبِهم .

* خاتمةٌ:
لا نصرَ بلا تأليفٍ لقلوبِ المنتصرين ، ولا تأليفَ لقلوبِهم بلا إعتصامِهم  بحبلِ اللهِ عزَ وجلَ وبغضِهم  للفُرقةِ ، ومن إعتصمَ باللهِ أقرَ أنَ القلوبَ بيدِ مقلبِ القلوبِ، ولا تأليفَ لها إلا باللهِ وحدهُ.

              اللهمَ ألِّف بينَ قلوبِنا ، واجمع على الحقِ كلمتَنا .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى