مقالاتمقالات المنتدى

سلسلةُ السننِ الربانيةِ (٣): (سنةُ الدفاعِ الرباني)

سلسلةُ السننِ الربانيةِ (٣)

(سنةُ الدفاعِ الرباني)

 

بقلم د. أسعد أبو شريعة (خاص بالمنتدى)

 

قالَ تعالى:
{ ۞ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ }
[ الحج : 38 ]

كم نحتاجُ إلى أن يدافعَ اللهُ عنّا، ولكنَ لدفاعِ اللهِ عنّا لابدَ منْ تحقيقِ الشروطِ، فقولهِ الذينَ آمنوا يعني من آمَنُوا بأركانِ الإيمانِ الستةِ، وتوفرت فيهمُ شروطُ ومواصفاتُ المؤمنين في القرآنِ العظيمِ، وهي:

١_ شروطٌ في الصلاةِ :
أ_ يحافظونَ عليها، قالَ تعالى:
{ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ } [ المعارج : 34 ].

ب_ مداومُونَ على الصلاةِ، قال تعالى:
{ الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ } [ المعارج : 23 ].

ج_ خاشعونَ في صلواتِهم، فقالَ تعالى:
{ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ } [ المؤمنون : 2 ]

٢_ قلوبُهم وجلةٌ، قالَ تعالى:
{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }
[ المؤمنون : 60 ] فَهم لا يزكّونَ أنفسَهم على اللهِ عزَ وجل، وقلوبُهم خائفةٌ ألا يتقبلَ اللهُ أعمالَهم، ويسألونَ اللهَ أن يتقبلَها .

٣_ يستمعُون القولَ فيتّبِعُون أحسنهُ، قالَ تعالى:
{ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ } [ الزمر : 18 ]

٤_ متوكلونَ على اللهِ عزَ وجلَ، قالَ تعالى:
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [ الأنفال : 2 ]

٥_ الصدقاتُ في أموالِهم فيها حقُ للمحرومِ، قالَ تعالى:
{ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ }
[ المعارج : 24 إلى 25 ]

٦_يحفظونَ فروجَهم إلاّ على أزواجِهم أو ما ملكت أيمانِهم ، قالَ تعالى:
{ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ }[ المؤمنون : 5 إلى 6 ]

٧_ لا يخونُون الأمانةَ ويوفونَ بعهودِهم، قالَ تعالى:
{ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ } [ المؤمنون : 8 ]

الخلاصةُ /
من أرادَ أن يدافعَ اللهُ عنهُ ، عليهِ تطبيقُ الإيمانِ بأركانِ الإيمانِ الستةِ والإلتزامِ بشروطِ ومواصفاتِ المؤمنينَ سابقةَ الذكرِ حتى يكنْ منَ المؤمنينَ حقاً، قالَ تعالى:
{ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } [ الأنفال : 4 ] فمنْ طبّق الشروطَ ، أعطاهُ اللهَ الوعدَ، فدفاعُ اللهِ وعدٌ مشروطٌ بتحقيقِ الإيمانِ، لقولِه تعالى:
{ ۞ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ }
[ الحج : 38 ]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى