سر طرد اليهود من كافة البلدان
بقلم الدكتور عبدالله المشوخي (خاص بالمنتدى)
المتأمل في تاريخ اليهود يلحظ أن كافة دول العالم لم تتقبلهم، وسعوا لطردهم من كافة بلدانهم، لاسيما دول أوروبا في القرون الوسطى، حيث تم طردهم من إنجلترا وإيطاليا وفرنسا وسويسرا وإسبانيا والمجر وبولندا والبرتغال.. وغيرها من الدول.
كذلك تعرض اليهود لكراهية سائر الأمم منذ القدم؛ من بابليين وفُرس وروم وآشوريين وحيثيين.. إلخ .
هذه العداوة والكراهية تعود لعدة عوامل؛ منها:
١- العامل الأول الديني:
إذ يعتقد اليهود أنهم وحدهم شعب الله المختار؛ فهم أبناء الله وأحباؤه، وجميع الشعوب الأخرى لا قيمة لها ولا وزن، بل هي شعوب تافهة ومنحطة، لذلك يطلقون عليها (غوييم)، أو غيار احتقاراً لها. ولفظ غوييم من غوي. وهي تدل على حيوانات مجتمعة في قطيع أو حشرات.
كذلك يعتقد اليهود أنهم خُلقوا من جوهر الله، فيما سائر البشر خُلقوا من طينة شيطانية. وهذه النظرة الاستعلائية ارتبطت بعقيدتهم المنحرفة، حيث جاء في سفر أشعيا ما نصه: (ويقف الأجانب ويرعون غنمكم ويكون بنو الغريب حرَّاثيكم وكرَّاميكم، أما أنتم فتدُعون كهنة الرب، تسمون خدامَ الهنا، تأكلون ثروة الأمم وعلى مجدهم تتأمرون) .
وبسبب هذا الاستعلاء تجدهم يستعبدون الآخرين، ويستبيحون دماءهم، كما ورد في سفر التثنية، حيث جاء فيه: (حين تقرب من مدينة لتحاربها استدعها للصلح، فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك، فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويُستعبد لك).
ومن الأمور التي تسببت في بغض اليهود، بل وقتلهم وطردهم: اتهامهم في خطف أطفال المسيحيين واستخدام دمائهم لصنع خبز عيد الفصح اليهودي لديهم.
وهذا ما حدث في بريطانيا، حيث تم قتل طفل انجليزي على عهد الملك هنري الثاني، واتهم ٩٣ من اليهود وأعدم ١٨ منهم. وفي هذا كتب الأديب والروائي المصري نجيب الكيلاني روايته (دم لفطير صهيون).
ومن الأمور التي تسببت في بغض اليهود، لاسيما في أوروبا: نزعة العداوة لغير المسيحيين مع صعود حملاتهم الصليبية، حيث زادت حدة العداوة لليهود بسبب اتهامهم بالمسؤولية عن قتل المسيح وفق اعتقادهم، حيث حرَّض اليهود (بيلاطس) على قتل عيسى عليه السلام، وقالوا له : (دمه علينا وعلى أولادنا). كما ورد في سفر متى.
ونتيجة لما سبق، نجد كراهية اليهود تصدَّرت خطابات رجال الدين أمثال (مارتن لوثر)، حيث صرح أن اليهود مبدأ الشر والضرر الاقتصادي والخيانة الإلهية.
٢- العامل الثاني سوء أخلاقهم:
من العوامل التي تسببت في بغض اليهود: سوء أخلاقهم من غدر وخيانة ونقض للعهود والمواثيق ونشر للفساد. وعلى سبيل المثال: من الأمور التي أثارت حفيظة الألمان على اليهود: اتهام النازيين الألمان اليهودَ بخيانتهم في الحرب العالمية الأولى مما تسبب في هزيمتهم.
كما اتهموهم بنشر الفساد والرذيلة والشذوذ الجنسي والانحطاط الخلقي في برلين بسبب سيطرتهم على الصحافة والإعلام والمسرح. كما تسببوا في مشكلات اقتصادية وبطالة بسبب الربا .
وصدق فيهم قول الله سبحانه وتعالى: (ويسعون في الأرض فساداً)
٣- العامل الثالث جشعهم ومراباتهم:
من العوامل التي أدت إلى بغض اليهود وكراهيتهم: بُخلهم الشديد وجشعهم المادي، واستغلال حاجات الناس، واستباحة المعاملات الربوية مع غير اليهود، إذ ورد نص في سفر التثنية يبيح مراباة غير اليهودي، وينهى عن مراباة اليهودي، حيث جاء فيه: (لا تقرض أخاك بربا، ربا فضة أو ربا طعام أو ربا شيء ما مما يقرض بربا، للأجنبي تقرض بربا ولكن لأخيك لا تقرض بربا).
وهذا التعامل بالربا سَّبب إفلاساً وبطالة داخل المجتمعات الأوروبية، يضاف إلى ذلك تعاملهم بالرهن الذي تسبب في فقد كثير من الناس بيوتهم ومزارعهم، مما أثار حفيظة سائر الناس على اليهود وبغضهم.
وسر تحكم اليهود في البنوك والمصارف في القرون الوسطى يعود إلى منع الكنيسة إقراض الناس مقابل فوائد، فاستغل اليهود ذلك، وتحكموا بعصب الاقتصاد الأوروبي، وتسببوا بإفلاس وبطالة أغلب الناس في أوروبا.
وقد جسد شكسبير شخصية اليهودي المرابي في مسرحيته الشهيرة (تاجر البندقية) حيث ربط شخصية اليهودي بالرجل الطماع الجشع الشَّرِه، الذي لا يعرف الرحمة في قلبه.
كذلك اتسمت الشخصية اليهودية في العديد من المسرحيات الأوروبية بالرجل المهووس بالمال المتعطش للدماء.
لكل ما سبق تعرض اليهود لبُغض وكره وطرد من سائر المجتمعات الغربية، كما حدث في فرنسا حيث تم طرد ١٠٠ ألف يهودي سنة ١١٤٧ م.
وفي عام ١٢٩٠ م أصدر ملك إنجلترا إدوارد الأول أمراً بطرد كل اليهود من بلاده.
وفي جنيف تم تخصيص حي لليهود، ولم يسمح لهم بلمس أي طعام في السوق.
وفي روسيا تم اضطهاد اليهود بسبب جريمتهم في اغتيال القيصر الكسندر الثاني سنة ١٨٨١ م.
وفي أمريكا حذر الرئيس الأمريكي السابق (فرانكلين) عام ١٧٨٩م الشعب الأمريكي من خطر اليهود، وخشيته من سيطرة اليهود على أمريكا وتحكمهم في سائر مرافق الحياة وتحويل الشعب الأمريكي كعبيد يعملون عندهم. ومما قاله : (أيها السادة في كل أرض حل بها اليهود أطاحوا بالمستوى الخلقي وأفسدوا التجارة فيها…).
وختاماً، فإن كراهية الشعوب والدول وسائر الامم لليهود يعود لسِمات وأخلاق فاسدة اتَّصفوا بها عبر العصور، صفات وسمات راسخة ثابتة تتوارثها أجيالهم عبر التاريخ بسبب ارتباطها بعقيدة محرَّفة تُمجِّد كل يهودي وتُحقِّر سائر البشر.