مقالاتمقالات مختارة

سرقة نضال الإسلاميين.. جريمة متكررة!!

سرقة نضال الإسلاميين.. جريمة متكررة!!

بقلم السيد أبو داود

القول المأثور: «الثورة يخطط لها المفكرون، ويقوم بها الشجعان، ويجني ثمارها الانتهازيون».. قول صحيح، أكدته التجربة وأثبته التاريخ.. لكنه في رأيي قول منقوص.. ذلك أن الذين يجنون ثمار الثورات ليسوا الانتهازيين فقط، فهناك أيضًا المدعومون أمريكيًا وأوروبيًا، وهناك الممولون من القوى الإقليمية والدولية، وهناك أصحاب الأجندات التي فيها معاداة الإسلام والعمالة لمخططات أعداء الأمة.

كل الحركات السياسية وحركات المقاومة التي قامت في بلادنا العربية خلال فترة الاستعمار الغربي لهذه البلدان، قامت من المنطلق والأساس الإسلامي.

عبد الكريم الخطابي في المغرب، والأمير عبد القادر وعبد الحميد بن باديس وجمعية العلماء في الجزائر، والسنوسية في ليبيا، والمهدية في السودان، والأزهر وعلماؤه في مصر، والزيتونة وعلماؤها في تونس.. كل هذا العطاء المقاوم كان من المنطلق الإسلامي وبالثقافة الإسلامية وبالهوية الإسلامية وبالقيادة الإسلامية.

كل هؤلاء القادة وكل هذه التكوينات، قادوا نضال الأمة وجهادها ضد الاستعمار الغربي الصليبي، حتى تحقق الاستقلال والتحرير.. لكن أزيح الإسلاميون الذين قادوا النضال.. وجيء بالعلمانيين ومنهم القوميون واليساريون والشيوعيون.. جيء بهؤلاء الغرباء عن النضال.. الغرباء عن هوية الأمة وثقافتها.. الذين لا يمثلون تيارًا في الأمة.. بل يمثلون أنفسهم فقط.. لكنهم يمثلون الاستعمار وثقافته ومشروعه وهويته.. ولكنهم أيضًا ضد هوية الأمة.. وبينهم وبين الاستعمار قواسم مشتركة كثيرة.. فهم تلاميذه ووكلاؤه وامتداده.. ولذلك فهو يدعمهم بكل قوة وبكل ما يملك وعلى مختلف الأصعدة.. وبهذه القوة يحارب عدوهم الإسلامي ويعمل بكل قوة من أجل إزاحته عن قيادة الأمة.. رغم جدارته وأحقيته بهذه القيادة.

كان الأزهر وشيوخه هم قادة النضال في ثورتي القاهرة الأولى والثانية ضد المستعمر الفرنسي حتى تحقق الجلاء والتحرير والاستقلال.. وكان علماء الأزهر هم قادة ثورة ١٩١٩م.. لكن تم التزييف والإبعاد وجيء بالعلمانيين إلى الواجهة.

المؤامرة على النضال الإسلامي مستمرة بحجج مختلفة.. لكن وعد الله حق.. والتاريخ والمنطق وطبائع الأشياء يؤكدون أن كل هذا العطاء والنضال لن يضيع سدى.. بشرط أن تستفيد الحركات الإسلامية من التجارب السابقة وتؤسس عليها.. وبشرط أن تُعمل النقد الذاتي في ثقافتها وبنية أفكارها.. من أجل تطوير وسائلها وآلياتها وبرامجها واستراتجياتها.. ومن أجل تطهير صفوفها ونفوس أعضائها.. لتحقيق شروط النصر والتمكين [والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون].

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى