مقالاتمقالات المنتدى

زلازل غزة.. وزلزال تركيا..!!

زلازل غزة.. وزلزال تركيا..!!

بقلم: د. عمر عبدالله  شلّح( خاص بالمنتدى)

( إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ).. هذا النص من سورة الزلزلة، ويتحدث عن بداية أهوال يوم القيامة..
( هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ).. وهذا النص من سورة الأحزاب، ويتحدث عن معركة الأحزاب، وحال المؤمنين الذي وصل إلى حد الزلزلة يومها..
وجه الشبه بين النصين، أنهما يتحدثان عن الزلزلة..!!
وقبل عدة أيام قليلة، ضرب زلال مدينة اسطنبول في تركيا، بقوة ٦.٢ درجة على مقياس ريختر.. كان الإعلام التركي، يصف هذا الزلزال بأنه شديد وقوى، رغم أن حجم الإصابات والضرر لا يكاد يذكر.. وجاءت أقدار الله سبحانه، أن أكون ممن عاشوا لحظة وقوع الزلزال في المنطقة التي اسكن فيها..
بلا شك كانت لحظات، مدتها خمسة عشر ثانية، لكنها كانت صعبة، خاصة أنني أعيش للمرة الأولى لحظات كهذه.. البيت يتأرجح كأنه دمية صغيرة، تحركها أيدٍ خفيّة بكل سهولة ويسر.. وفي ذات اللحظة، تسمع صراخ الناس في البناية يضج بالمكان، رغم أن البناية لم تسقط أو تتضرر.. والجميع في ذات اللحظة، يريد أن يخرج من البناية نجاةً بأهله ونفسه.. وخرجت مع الناس إلى الشارع، الذي كان مكتظاً بالناس، لا يعرفون إلى أي مكان يتوجهون.. كأنهم تحت تأثير الصدمة، أو بمنطق القرآن ” وترى الناس سكارىٰ، وما هم بسكارىٰ..”.. وامتد الوقت بنا ونحن في الطرقات، نبحث عن مكان لنجلس فيه، حتى حطّ بنا الأمر إلى حديقة، نفترش عشب الأرض فيها.. وبقينا هكذا حتى جاء الليل، وبدأ البرد يتسلل بين الناس، على اختلاف أعمارهم.. لينال منهم..
هنا لا أخفيكم القول، لحظتها، لم يحضرنِ إلا أهلنا في غزة.. فهم أولاً، تحت تأثير الزلازل المتعددة والمتنوعة، ولكنها تأتي من الطائرات والدبابات، وهي توزع الموت المتواصل على الناس، بدون تمييز بين طفل أو شاب، وبين امرأة ورجل.. زلزال بسيط في اسطنبول، رسم مشهداً مؤلماً على النفس.. فكم من زلزال في غزة.. وكم من برد ومطر.. وكم من جوع ومرض.. وكم من حرمان وحصار.. وكم وكم وكم.. ولكن تبقى غزة صابرة ولم ترفع الراية..
خجلنا من أنفسنا، ونحن نتحدث عن زلزال بسيط، لم ينل منّا شيئاً، أمام زلازل تضرب غزة، كل ساعة وكل لحظة منذ عام ونصف.. وغزة لم ترفع الراية.. زلزال يوم القيامة قادم.. لكن الجميل في الأمر، أن أهل غزة، نحسبهم والله حسيبهم، أنهم سيأمنوا في ذلك الزلزال الكبير، قياساً عن الحديث، للذين يأمنوا يوم القيامة بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فكفىٰ ببارقة السيوف فتنة فوق رؤسهم في الدنيا.. ويكفي أهل غزة، قصف الطائرات فتنة لهم وفوق رؤسهم، وهي تمزق أجسادهم وتجعل كل لحظة في حياتهم، هي بمثابة زلزال..
إن كان القرآن وصف أهل الأحزاب، بأنهم وصلوا إلى حد الزلزلة، ولم يكن عندهم هذه الطائرات القاتلة، أو الذكاء الاصطناعي الخطير، الذي يتم من خلاله ملاحقة الناس وقتلهم، بدون رحمة أو شفقة.. فكيف سيكون حال أهل غزة يا ترى، وهم يواجهون كل قوى الشر في العالم، وعلى رأسهم أمريكا ودولة الإحتلال..
إنها الزلزلة، مع الفارق طبعاً.. بين زلزال يثير الهلع بين الناس، وزلزال يوزع الموت بالمئآت بين الناس في غزة.. يآرب الله الله في غزة..
اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح الثبات في الزلزلة.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله.

إقرأ أيضا:مؤتمر اتحاد علماء أفريقيا: حدث علمي ودعوي استثنائي.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى