رسم النبي “صلى الله عليه وسلم” إستفزاز غربي جديد ضمن إطار “حرية التعبير”
قد تقام مسابقة في أي دولة لرسم شيء ما، مثلاً مسابقة لرسم المناظر الطبيعية أو الرسوم الفنية والثقافية والكاريكاتورية المتنوعة، وحتى الرسوم الاباحية والعارية ممكنة عند الغرب المتشدقين بحرية التعبير، لكن أن تقام مسابقة لرسم الرسول الكريم “صلى الله عليه وسلم”، فان هذا ضرب على الوتر الحساس واستفزاز لمشاعر أكثر من مليار ونصف مسلم، وتمثل هذا الفعل الشنيع ما قامت به منظمة “مبادرة الدفاع عن الحريات الأمريكية”، التي نظمت مسابقة بلغت جائزتها 10 آلاف دولار لأفضل رسم يصور النبي محمد “صلى الله عليه وسلم”، في ولاية تكساس الأمريكية.
الإحتماء بـ”حرية التعبير”
وقد تسلحت منظمة “مبادرة الدفاع عن الحريات الأمريكية” المعروفة بمواقفها المعادية للإسلام، “بحرية التعبير” للدفاع عن مسابقة كهذه، واللافت أن من تقود هذه المنظمة هي المدونة والناشطة المعادية للإسلام “باميلا غيلر”، التي عُرفت بانتقادها الإسلام ومعارضة الأنشطة الإسلامية في ما سمتها “أسلمة أمريكا”، مثل بناء مركز للجالية الإسلامية بالقرب من الموقع السابق لمركز التجارة العالمي.
وفي اطار سعي المنظمة لتأجيج الحقد والكراهية ضد الاسلام والمسلمين، استضافت خلال معرضها، السياسي الهولندي المعادي للإسلام “غيرت فيلدرز”، الذي ألقى كلمة كانت مليئة بالإساءة للمسلمين ونبي الرحمة، مبررا كل هذا في تغريدة على صفحته في تويتر “بحرية التعبير وعدم الاستسلام للإرهابيين”، بحسب الجزيرة نت.
وكعادة الإعلام الغربي الذي يكيل بمكيالين، فقد نسي الاستفزاز الذي شكله المعرض للمسلمين، وركز على مقتل شخصين قيل إنهما كان مسلحين هاجما المعرض وتصدت لهما الشرطة المحلية، حيث قتلا بالهجوم.
إستياء مسلمي الغرب
وقد أبدت منظمات اسلامية في الولايات المتحدة، استياءها الكبير حيال هذه المسابقة، حيث أوضح رئيس منظمة “المؤتمر الاسلامي العالمي”، ومقرها تكساس، “مايك غوسي”، لوكالة الأناضول، أنه يعرف “غيلر” شخصيا بحكم مشاركته معها في برامج تلفزيونية، لأكثر من 5 أعوام، مضيفا:” غيلر انسانة لم تحقق أهدافها في الحياة على الصعيد الشخصي، وتمتلك دوافع سلبية… وتحب الاستعراض”.
بدوره ذكر المتحدث باسم مجلس العلاقات الأميركية – الاسلامية “إبراهيم هوبر”، أن الشخصيات على غرار “غيلر”، منغلقة على الحوار، معرباً عن اعتقاده أن التواصل معها لا يحمل معنى كثيراً، نظراً للكراهية الكبيرة لديها.
الى ذلك غرد الناشط الإسلامي البريطاني المعروف “أنجم شودري” بسلسلة تغريدات جاء فيها “العالم يجب أن يعرف أنه بالنسبة للمسلمين فإن شرف رسولهم أهم من حياتهم”. وتابع “يجب على الغرب أن يتعلم الدرس من سلمان رشدي، وشارلي إيبدو، وحرسي علي، وثيو فان غوخ، الذين أهانوا رسول المسلمين”. وخلص إلى أن “حرية التعبير لا تمتد لإهانة النبي محمد وإثارة غضب المسلمين في العالم”.
إنتقادات الإعلام الغربي
هذا وكان من اللافت الانتقادات اللاذعة الموجهة لـ”غيلر” في الاعلام الأميركي، واتهامها بالقيام بعمل استفزازي من خلال المسابقة، واستغلال حرية التعبير بشكل مستفز يستم بالعدوانية، فضلا عن اعتبار أن ما قامت به يلحق الضرر بالقيم الأميركية، رغم اداعائها الدفاع عنها.
وقالت صحيفة “دالاس مورنينغ نيوز”، واسعة الانشار في ولاية تكساس، في افتتاحيتها، إن رسوم الكاريكاتور حول النبي محمد “صلى الله عليه وسلم” غير مستحبة، متهمة في الوقت ذاته غيلر بإساءة استخدام حقها في حرية التعبير، وقيامها بالتحريض بشكل متعمد.
وأوردت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالا، وصف المسابقة، بأنها ليست سوى الجزء الأخير من قائمة طويلة من الأنشطة التي تجمع بين التحريض واستغلال حرية التعبير بصورة عدائية ضد الاسلام، بحسب “وكالة الأناضول”.
تداول الرسوم المسيئة
وفي سياقٍ ذي صلة، أكد الداعية السعودي، الشيخ الدكتور عبدالعزيز الطريفي، إنه لا يجوز تداول أقوال ورسوم التنقص من النبي محمد “صلى الله عليه وسلم”.
وجاء ذلك في تغريدة للطريفي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر، حيث قال: “سلّط المشركون إعلامهم على النبي “صلى الله عليه وسلم”، يقف أبو لهب في عكاظ منادياً: أيها الناس إن محمدا قد غوى فلا يغوينكم. ذهب أبو لهب وإعلامه وبقي محمد ورسالته.”
وتابع قائلا: “لا يجوز تداول أقوال ورسوم التنقص للنبي “صلى الله عليه وسلم” ولو للإعلام بها، فإشاعتها أعظم من إشاعة الفاحشة، وإنما يُخبر من يملك النصرة إجمالاً بلا تفصيل.”