رسالة مفتوحة للأخ الشيخ الأزهريّ الدكتور عبد الله رشدي
بقلم د. علي الصلابي (خاص بالمنتدى)
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: {وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى} [طه: 61].
رسالة مقدّمة إلى الدّكتور عبد الله رشدي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نسأل الله بأسمائه الحسنى أن يحفظك بحفظه، وأن يُسبغ عليك من نعائمه الظاهرة والباطنة، قال الله تعالى: {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: 64]. وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} [الحج: 38].
في غضون هذه الحملة الشيطانيّة الإبليسيّة التي في حقيقتها ما هي إلا زبد سيذهب جفاءً، ويبقى ما ينفع الناس في الدفاع عن ثوابت دينك وأمتك وشعبك.
أخي الأزهريّ الشريف الداعية العاقل العالم الكبير في تخصّصك بالردّ على الشبهات والأباطيل التي تستهدف عقيدة الأمّة وتاريخها وشريعتها، وكتاب ربّها.
أُذكّرك بحديث الإفك والطعن في عرض النبي ﷺ -فداه أبي وأمّي والنّاس أجمعين-، والطّعن في السيدة عائشة بنت الصديق رضي الله عنهم جميعاً، فالابتلاء سنّة الله ماضية في الابتلاء والامتحان ماضٍ في هذه الدنيا.
وأذكّرك بقذف السيدة مريم العفيفة البتول الطاهرة المطهَّرة التي أصبحت رمزاً للعفاف والطهارة، ومثلاً للصديقيّة النقيّة.
أخي الدكتور عبد الله، لقد أوجعتهم بالحقّ فأرادوا أذيّتك بالباطل، لقد دافعت عن هويّة شعبك وعقيدته وأخلاقه، وكتابه المقدّس؛ (القرآن الكريم)، دافعت عن شعبك الذي رضي أغلبيّته بالله رباًّ وبالإسلام ديناً وبمحمّد نبياً ورسولاً، ودافعت عن نبينا الكريم محمد ﷺ.
فأجرك على الله ولسان حالك: {لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} [الإنسان: 9 – 12]، فأجرك على الله.
لقد فتح الله بك قلوباً، ونوّر بك عقولاً، وطهّر بك نفوساً، وقدّمتَ نموذجاً عصرياً للعالِم الأزهريّ الصادق في دعوته إلى الله.
لن يَزيدك بهتانهم إلا وضوحاً وقوةً في عقيدتك وتوفيقاً وقبولاً وتأييداً من الله،
ولن يَزيدك أفكهم إلا توكلاً على الله،
ولن تَزيدك طُعونهم إلا رِفعة وقبولاً لدى المخلصين في طلب الحقيقة.
إنّ من سنن الله الماضية في خلقه أن يبتلي الناس بالناس والعاقبة للمتقين.
قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 2-٣].
نسأل الله لك التّوفيق والتّأييد والإعانة والتّسديد وأن تكون سبباً في هداية من شاء من خلقه، وحفظك الله من مؤامرات الأبالسة والشّياطين.