مقالاتمقالات مختارة

(رسالة مفتوحة إلى طالبان) (2-2)

(رسالة مفتوحة إلى طالبان) (2-2)

بقلم د. عبد الكريم بكار

الحمد لله على ما يسره لإخواننا الأفغان من خروج المستعمر من بلادهم، وقد كان هذا ثمرة لجهاد طويل ودماء عزيزة أريقت، وأسأل الله تعالى لكم تمام النعمة والنصر والتحرر.
إخواني الكرام أود الإدلاء بالملاحظات الآتية عسى أن يكون فيها فائدة ما:
١- العالم كله يحاول اكتشاف طالبان الجديدة و معرفة طريقة تصرفها مع الناس ولا سيما المخالفين لها في السياسة أو في الأيدلوجيا والرؤية ولقد أعطى دخولكم كابل بطريقة سلمية ومنظمة انطباعاً جميلا وباعثاً على الثقة وفي هذا السياق فإن من المهم توفير حالة عالية من الانضباط لجنودكم فتصرف سيئ واحد تتناقله وسائل الإعلام يوفر مادة دسمة لتشويه صورتكم وعزلكم. وأنا أعلم صعوبة هذه المهمة لكن التعليمات والعقوبات الصارمة مع التوجيهات بالرفق وحسن التعامل مع الأهالي تخفف كثيراً من المشكلة.
٢- نصيحة صادقة ومخلصة: لا تعجلوا في تغيير الشكليات ولتكن العين على المضمون والحقيقة أنني لا أرتاح لتغيير اسم الدولة بهذه السرعة ولا لتغيير العلم وقد قامت في تاريخنا عشرات الدول ولم يطلق أيٌّ من مؤسسيها على دولته بأنها إسلامية لما في ذلك من تزكية للنفس وحتى لا تحصل إساءة للاسم من خلال بعض التصرفات.
المهم دائماً هو المضمون وليس المظاهر.
٣- فرض الحجاب على النساء شيء قامت به إيران وكانت الثمرة ليس المزيد من الحشمة والعفة والتقوى بل صارت هناك حالة نفاق كبرى وعامة ولا توصف اليوم غالبية الشعب الإيراني بأنها متدينة.
يمكن أن تكون هناك قوانين لحماية الآداب العامة مما هو مطابق للعرف السائد لكن من غير إلزام بغطاء الرأس والوجه. نحن نريد قلوبا مؤمنة موحدة تقية وضمائر حية وهذه لا تتكون في أجواء القهر والإكراه.
٤- الأولوية الآن لمنع الانتقام وبسط الأمن والاستقرار وتأمين إمدادات الغذاء حتى لا يهاجر الناس بحثاً عن الطعام.
٥- موظفو الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية يحتاجون إلى الحماية والشعور بالطمأنينة، بل يجب الترحيب بهم بسبب حاجة البلاد الماسة والشديدة للمعونات الخارجية لعدد كبير من السنوات ثم إن هؤلاء خير من يمكنهم نقل صورة إيجابية عنكم.
٦- خلال السنوات العشرين الماضية صار من أبنائكم ومواطنيكم
أصحاب كفاءات عالية في التنمية والإدارة والاقتصاد، هؤلاء درس كثير منهم في جامعات مرموقة ويجب أن يشعروا بأن لهم دوراً مهماً في المرحلة الحالية والمقبلة.
وفقكم الله وأعانكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المصدر: قناة د. وصفي عاشور أبو زيد على التيليجرام

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى