رسالة عامة.. التيار المدخلي!
بقلم د. ونيس المبروك
كلّكم يعلم -ولو بنسبٍ متفاوتة- أن هناك غزوًا مذهبيًّا وعقديًّا مَشبوها مُمنهجًا؛ تحت ما يسمى بالتّيار (المدخلي) الذي تقودُه وتموّله بعض الدول العربية بسخاءٍ كبير جدًا،
إلى كل الإخوة والأخوات ممن يهمه أمر التدين والوطن والمجتمع، وأخص بهذا النّداء العلماء والدعاة والمثقفين ووسائل الإعلام ، وكل الوطنيين.
أيها الكرام: كلّكم يعلم -ولو بنسبٍ متفاوتة- أن هناك غزوًا مذهبيًّا وعقديًّا مَشبوها مُمنهجًا؛ تحت ما يسمى بالتّيار (المدخلي) الذي تقودُه وتموّله بعض الدول العربية بسخاءٍ كبير جدًا، ويستهدف الهُوية الدينية لشعبنا الليبيّ الكريم بشتى أعراقه، وينتشر في كل مؤسسات الدّولة بخاصة الدينية والتّعليمية منها كالمدارس الخاصة والمساجد وجمعية الدعوة والأوقاف وبعض المؤسسات الأمنية، في ظلّ غفلةٍ من عامة الشعب الليبيّ لضعف وعيِهم بهذه القضايا، وجُبنٍ فاضح ومُواربة من المسئولين وبعض الدعاة.
إن لم تتداركُوا الأمر، فسوف يَتفاجَأُ الجميع بازديادِ شرخِنا الاجتماعيّ، واستقطاب لأفواج من أبنائنا وشبابنا المتحمّس المخدوع، وفوضى فكرية ودينية وأمنية عارمة، وربّما يصعب تَطويقها، ما لم يتحمّل العلماءُ ورجال الدولةِ وكلّ الوطنيّين مسؤوليتهم بشجاعة وإخلاص!.
المطلوب هو تَوعية المجتمع، والشباب، بل والنشْء الصّغير، بالمنهج السّنيّ الوسطي الذي شكّل الهُوية الليبية عبر القرون، ووضع تدابير (وقائية) تحصّن الليبيين من لوثات الغلو، والتّكفير، والإرهاب، والتّبديع، والهجر وامتهانِ تراثنا الفقهيّ، والعقديّ، والتّربوي، وتشجيع الحوار العلمي الأخوي بين المختلفين للوصول لكلمة سواء، والتّحذير من أي اختراقٍ مخابراتيّ أو أيدُلوجي، يسعى لتوسيع شريحةٍ مجتمعية تَدين بالولاء لدولٍ أخرى، ظاهرها نُصرة السّنة والدين، وباطنها الهَيمنة والتّمكين!.
لقد بلعَ كثير من الدعاة والسياسيين ألسنَتهم، خوفًا وطمعًا، وجًهلا بعد الجريمة الإرهابية المروعة التي نَالت الشهيد فقيدَ الأمة والوطن الشيخ نادر العمرانيّ رحمه الله، وطالت عشرات من الدعاة والقراء من قبله؛ ظنًا منهم أنه أمرٌ عبثيّ عابر، أوخطَأٌ فرديّ نادر، وها نحن اليوم نرى سلوكًا دينيًّا دخيلًا يَسري بين شبابنا، وفكرًا مُتشدّدًا هَجينًا بين دُعاتنا، و هجراتٍ مُتتابعة لخيرةِ الدعاة والعلماء من بلادنا، وفراغًا مُخيفًا يتّسع يومًا بعد يوم سوف يسألكُم التاريخ والأحفادُ عنه، ثم تُردّون إلى العزيز الجبار فيوفّيكم حَسابكم غير منقوص.
عجّلوا بمبادرة وطنية يشارك فيها الجميع ، لإنقاذ ما تبقّى واستدراك مافات قبل تَفاقُمِ الكارثة.
اللهم إنّي قد نَصحت وبلّغت، اللهم يارب فاشْهد .
(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)