مقالاتمقالات مختارة

رسالة إلى ضيوف بيت الله الحرام بعد العودة من الحج

ها هو موسم الحج يلملم أوراقه معلنًا الرحيل بعدما ظلل بنفحاته العطرة سماء المسلمين في مختلف أنحاء العالم، ليعود الحجيج إلى بيوتهم وبلدانهم منتشين بما أتاهم ربهم من فضله، عائدين كما ولدتهم أمهاتهم، صحائفهم من الذنوب خالية، وأعمالهم بالثواب مضاعفة، وأنوار الهداية تكسو جباههم ووجوههم.

ومع ذلك قد يظن البعض أن بأداءه فريضة الحج يكون قد بات مبرأ من كل عيب، وهو ما يصيبه بالانتكاسة والتكاسل في طاعة الله والتقرب إليه، فتراه لا يحافظ على الصلاة في أوقاتها كما كان قبل ذلك، وقد أهمل صيام النوافل، وأصيب بالبخل في التصدق والإنفاق، ثم تراه وكأنه قد أصابه الغرور في بعض الأحيان، وهنا لابد من وقفة.

فالحج مدرسة إيمانية ربانية مفتوحة طوال أيام العام إن لم تكن العمر كله، ينهل منها المسلم ما يشاء من الدروس والعبر التي تعينه على طاعة مولاه، فتجده أحرص الناس على المحافظة على العبادات والتقرب إلى الله بالنوافل.

أما من يعود من الحج ليعاود فعل الذنوب والمعاصي مرة أخرى متوهما أن أداءه لفريضته جواز سفر دائم له نحو الجنة والعصمة من المعصية فهذا كالذي نقضت غزلها فلا قيمة لما بذله من جهد وتعب إن لم يعود إلى ربه مرة أخرى.

فعلى الجميع أن يتخذ من الحج مدرسة إيمانية طول العام، وإياكم إياكم والرجوع الى المعاصي والفسق والمجون، وترك الطاعات والأعمال الصالحة بعد العودة من الفريضة.

(المصدر: الملتقى الفقهي)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى