ردّ داعية فلسطينيّ علی شيخ ضالّ مضلّ مصريّ (٢)
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
يقول اللّه عزّ وجلّ: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ وإذا كان اللّه تعالی قد بارك حول المسجد الأقصی: القدس وفلسطين والشّام فإنّ البركة في أولی القبلتين مباركة من باب أولی ويقول اللّه تعالی: ﴿وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ﴾ أي: نجّيناهما إبراهيم ولوطًا عليهما السّلام إلى بلاد الشّام وكانا في العراق وقيل لها مباركة: لكثرة خصبها وثمارها وأنهارها ولأنّها معادن الرّسل عليهم جميعًا السّلام فهي مباركة مادّيّا ومعنويّا! إلی غير ذلك من الآيات الكريمة الكثيرة التي بيّنت فضائل بلاد الشّام وعلی فرض عدم وجود حديث واحد في فضائل ديار الشّام فإنّ آية واحدة تكفي في فضل بلاد الشّام: فلسطين والأردنّ وسوريا ولبنان إلا إذا كان هذا الضّالّ المضلّ الجاهل صاحب البهتان لا يؤمن إلا بما جاء في القرآن؟!
ولا جرم أخي المسلم أنّ أحاديث الصّادق الأمين ﷺ وحي من ربّ العالمين وتوأم القرآن الكريم وكلّ من استغنی عن السّنّة واكتفی بالقرآن فقد كذّب القرآن وارتدّ عن الإسلام وإن صلّی وصام وحجّ البيت الحرام وزعم أنّه من آل البيت الكرام! والغريب في الأمر بل اللافت للنّظر: أنّ هذا المفتري المصريّ أعمی البصيرة قصير النّظر: يستشهد بحديث باطل منكر ويردّ الأحاديث الصّحيحة الثّابتة عن سيّد البشر ﷺ في فضائل الشّام وأرض المحشر والمنشر! وقد ذكرنا بعضها في الحلقة الأولی وسنذكر بعضها في هذه الحلقة والحلقة الثّالثة إن شاء اللّه تعالی! قال رسول اللّه ﷺ: «إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلاَ خَيْرَ فِيكُمْ لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِى مَنْصُورِينَ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ» وقال نبيّنا ﷺ: «إِنَّ فُسْطَاطَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْمَلْحَمَةِ بِالْغُوطَةِ إِلَى جَانِبِ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ مِنْ خَيْرِ مَدَائِنِ الشَّامِ»
وللّه درّ القائل الشّاعر الحكيم:
وَكم مِن عائبٍ قولًا صَحيحًا وَآفتهُ مِن الفَهمِ السّقيمِ !