ردّ داعية فلسطينيّ علی داعية مصريّ
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
انتشر أمس في وسائل التّواصل الاجتماعيّ والإعلام فيديو لداعية مصريّ اتّهم فيه زورًا وبهتانًا شيخنا الجليل ابن عثيمين فقيه هذا العصر بأنّه يكفّر علماء الأزهر؟! وهذا الكلام عار عن الصّحّة تمامًا ولا يقوله سوی جاهل مفتر أو حاقد أشر! لقد رفع العزيز المقتدر منزلة العلماء الرّبّانيّين في محكم الذّكر بقوله ﷻ: ﴿إِنّمَا يَخْشَىَ اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ قال ﷺ: {العُلماءُ وَرَثَةُ الأنبياءِ} لقد كثرت في الآونة الأخيرة طعون الجهلاء في سادتنا العلماء!
لا جرم أخي المسلم أنّ الافتراء علی كبار العلماء يصبّ في نهاية المطاف في صالح العلماء الأموات منهم والأحياء ليستمرّ أجرهم إلی يوم بعثهم! قال خاتم الرّسل ﷺ فيما يرويه عن ربّه عزّ وجلّ: {مَن عادى لِي وَلِيًّا فَقد آذَنتُهُ بِالحَربِ} قال الإمام الشّافعيّ: إن لَم يَكن الفُقهاءُ العامِلون هم أولياءُ اللّهِ فَليسَ للّهِ في أرضِهِ وَلِيّ! وقد صدق رحمه اللّه فيما قال لقول الكبير المتعال: ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾
إنّ العلماء أيّها الأعزّاء في منزلة لا تقلّ عن منزلة الشّهداء قال الإمام ابن عساكر: (واعلَم أخي وَفّقني اللّهُ وإيّاك لِمَرضاتِه وجعلني وإيّاك فيمن يَخشاه وَيتّقيه حَقّ تُقاتِه أنّ لُحوم العُلماء مَسمومَة وأنّ عادة اللّه في هَتك أستارِ مُنتَقصيهم مَعلومَة لأنّ الوقيعة فيهم بما هم منه بَراء أمرُه عظيم والتّناول لأعراضهم بالزّور والافتراء مَرتعٌ وَخيم وَسَبّ العُلماء خَطأ جَسيم: ﴿فَلْيَحْذَرِ الّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ وكلّ مَن أطلَقَ لِسانَهُ في العُلماءِ بِالثّلب ابتَلاهُ اللّهُ قَبلَ مَوتهِ بِمَوتِ القَلب)! ألا فلتخرس ألسنة النّاعقين ممّن يطعن في أئمّة هذا الدّين! وللّه درّ القائل:
لَو كلّ طِفلٍ بَكى أطعَمتهُ عَسَلًا: لَأصبَحَ الشّهدُ مِثقالًا بِدُولارِ
اقرأ أيضا: ردّ داعية فلسطينيّ علی شيخ مضلّ مصريّ (٣)