مقالاتمقالات المنتدى

ردّدوا معشر المسلمين: حسبنا اللّه ونعم الوكيل (1)

ردّدوا معشر المسلمين: حسبنا اللّه ونعم الوكيل (1)

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

قال اللّه تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ﴾ أي كافينا اللّه ونعم الموكول إليه الأمور عن ابن عبّاس رضي اللّه عنهما: حسبنا اللّه ونعم الوكيل قالها إبراهيم ﷺ حينما ألقي في النّار وقالها محمّد ﷺ حين قالوا: ﴿إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ هذا القول أيّها الأحباب لا يعني أن نترك الأسباب فينبغي للمسلم أن يعمل ويفوّض أمره للّه عزّ وجلّ يقول ﷺ: {إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}

جملة حسبنا اللّه ونعم الوكيل يا عباد اللّه منهج حياة نلوذ بها ونعتصم بهداها في جميع أحوالنا فهي سلاحنا قبل الأسباب الأرضيّة والقوّة المادّيّة هي هتافنا في أيّ زمان ومجال ومكان وإذا تسلّط أهل الطّغيان على رقاب المساكين ونردّدها إذا تطاول المجرمون على إخواننا في الدّين حسبنا اللّه ونعم الوكيل دعاء الرّجال الأقوياء وليس ما يعتقده الجهلة الضّعفاء أنّها مجرّد عبارات في الصّباح والمساء نعم ينبغي لكلّ مسلم أن يواجه الظّلم بحسبي اللّه ونعم الوكيل وأن يستشعر عظيم مدلولها وجلالة معانيها مع العمل الجادّ الدّؤوب والتّوكّل علی علّام الغيوب

إنّ حسبنا اللّه ونعم الوكيل: سلوانا إذا تخلّت البشريّة عنّا أو شحّت مواردنا أو قلّت أموالنا أو جفّت مآقينا إنّها مفزعنا إذا عمّت الشّهوات وتعلّقت النّفوس بالمغريات إنّها شعار المحتسبين في الأزمات المدلهمّة والمضائق الملمّة فيها أحد أسماء مولانا الجليل: إنّه اسم اللّه الوكيل القائم بشؤون عباده والكفيل بها والحافظ لها والمتولّي تدبير خلقه بسعة علمه وكمال قدرته وعظيم حكمته ﷻ

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى