مقالاتمقالات المنتدى

ردّدوا معشر المرابطين: حسبنا اللّه ونعم الوكيل! (٢)

ردّدوا معشر المرابطين: حسبنا اللّه ونعم الوكيل! (٢)

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

قال تعالی: ﴿فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ حسبي اللُه ونعم الوكيل هذا الدّعاء أيّها الأعزّاء من أعظم الأدعية فضلًا وأعلاها شأنًا وأصدقها لهجة وأقربها استجابة لأنّه يتضمّن حسن التّوكل على اللّه عزّ وجلّ ومعلوم أيّها المباركون أنّ من صدق في لجوئه إلى الحيّ القيّوم حقّق له مولاه الكفاية المطلقة من شرور الطّغاة والكفاية التّامّة من هموم الحياة فيكتب اللّه له ما يتمنّاه الحسبلة هي اعتراف بالافتقار إلى العزيز الغفّار وإعلان الاستغناء بالرّحمن عمّا في أيدي الأنام وإذا تعلّقت القلوب بحول علّام الغيوب تناهت في ذلّها وعبوديّتها فضعف كلّ شيء إلا حول اللّه وقوّته وإذا تعلّقت النّفوس بربّها استشعرت هيمنته على الحياة فلا يجري في الكون شيء إلا بعلمه وإرادته وقدره ومن كان اليقين مخبره ومظهره فحريّ أن يحفظه ربّه وينصره

وحتّى تنفع حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ قائلها وتؤتي ثمارها فعلی العبد أن يأخذ بأسباب دفع الكرب فإذا فعل الأسباب ثمّ غلب فقال: حسبي اللّه ونعم الوكيل كانت هذه الجملة قد وقعت موقعها كما أنّ إبراهيم ﷺ لمّا فعل الأسباب المأمور بها ثمّ غلبه الكفّار وألقوه في النّار قال في تلك الحال: حسبي اللّه ونعم الوكيل فوقعت الكلمة موقعها وترتّب عليها مقتضاها فعليك أيّها المكروب اللبيب أن تكثر من قول: حسبنا اللّه ونعم الوكيل أهمّ ما تواجه به الأهوال فإذا ضاقت بك السّبل وبارت الحيل ولم تجد حولك جليسًا ولا أنيسًا فقل: حسبي اللّه ونعم الوكيل فيستجيب لك ربّك ويفرّج كربك ويزيل عنك غمّك وهمّك إنّ التّعلّق باللّه قوّة وكرامة والتّعلّق بغيره ضعف ومهانة!

اقرأ أيضا: ردّدوا معشر المسلمين: حسبنا اللّه ونعم الوكيل (1)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى