ردود غسّان الجبّان على مقالات “جماعة كفتارو؛ الفاعليّة والمواقف”
الأستاذ غسّان الجبّان هو أحد رؤوس جماعة كفتارو الذين تردّد ذكرهم في سلسلة “جماعة كفتارو؛ الفاعليّة والمواقف” لا سيما عند الحديث عن المعركة بينه وبين صلاح كفتارو وما عرف باسم “وثيقة غسّان الجبّان” والحديث عن مآلات جماعة كفتارو.
-
سياق المراسلات مع غسّان الجبّان
في يوم الأحد الحادي عشر من شهر نيسان “إبريل” من عام 2021م أرسلتُ إلى الأستاذ غسّان الجبّان رسالة إلى رقمه عبر تطبيق واتس آب، قلت له فيها بعد أن عرّفتُه بنفسي:
“المقال القادم سيكون فيه حديث عن حضرتكم وأرغب أن تكون مصدر المعلومات المتعلقة بذلك وأطمع بموافقتك على الإجابة عن عدد من الأسئلة، وفي حال موافقتك فلك الحق في أن أذكر أنّك مصدر المعلومات أو عدم ذلك”
فأجاب بما نصّه: “ممكن.. بثلاثة شروط.. ١.. أن تصحح الأمور غير الصحيحة التي نسبتها إلى الشيخ وإخوانه في مقالاتك السابقة..2.. أن تعلن اعتذارك للشيخ وإخوانه عن الإساءات التي ألحقتها بهم.. ٣.. أن تقسم على كتاب الله على مسمعي..بأنك ستنشر كل ما سأكتبه لك.. حول الشيخ وجماعته.. مما أعرفه يقينا.. وأشهد به بين يدي الله تعالى”.
فأجبته بثلاثة تسجيلات صوتيّة قصيرة قلت فيها:
“حيّاكم الله يا أستاذ غسّان، أنا سعيد بالحوار مع حضرتك، ولكنني سأقول لك الآتي:
أولًا: الأمر ليس محتاجًا إلى هذه الاشتراطات، فالأمر أيسر من ذلك، وفيما يتعلّق بالنقطة الأولى وهي أن أصحّح الأمور غير الصحيحة التي نسبتها إلى الشّيخ وإخوانه في المقالات، فأنا أعتقد أن الأمر متاح لكم؛ فأنتم تستطيعون أن تكتبوا مقالًا فيه رد تفصيليّ واضح على المقالات التي كتبتُها وتضعون المعلومات التي ذكرتُها على موضع البحث وأنا أتكفّل لكم أن ينشر ردكم في الموقع نفسه الذي أنشر فيه المقالات، وسأنشر ردودكم أيضًا على حساباتي على وسائل التّواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر.
أما النقطة الثانية وهي إعلان الاعتذار للشيخ وإخوانه عن الإساءات التي ألحقتُها بهم، فبفضل الله تعالى أنني لست ممن يسعى إلى إلحاق الإساءة بأحد ودائمًا الإنصاف عزيز، فكما أنّك ترى أنني ألحقت بالشّيخ وإخوانه إساءات فهناك من يرى أنني أقوم بتلميع الجماعة وتضخيم دورها، فلا حاجة لمنطق الاعتذار من حيث الأصل.
وأمّا اليمين، فليس الأمر محتاجًا إلى اليمين فبكل بساطة سأنقل كلامك ووجهة نظرك كاملة منسوبة إليك دون أن أخلّ بذلك ولك أن تعلن عن وجود أيّ تلاعب بالمعلومات في حال حدوث ذلك، وشخصيًّا أنا لن أضحي بمهنيتي البحثيّة وأمانتي العلميّة وأمانتي الشخصيّة من أجل أحد لا من أجل حضرتك ولا من أجل جماعة كفتارو ولا من أجل أيّة جماعة في الدّنيا”.
لم يردّ الأستاذ غسّان الجبّان على ما قلته والتزم الصّمت المطبق في رفض واضح لتقديم أيّة معلومات.
في يوم الأحد الماضي العشرين من حزيران “يونيو” 2021م أرسل الأستاذ غسّان الجبّان رسالة يطلب مني أن أرسل له رابط صفحتي الشّخصيّة على الفيس بوك ليرسل ردودًا على ما ورد في آخر مقالين من مقالاتي عن جماعة كفتارو مذكّرًا إيّاي بوعدي بأنني سأنشر الردّ كاملًا على صفحتي وعلى المنصّة التي نشرت عليها، وبعد بضعة أيّام وتمامًا مساء يوم الخميس أرسل إلي الأستاذ غسّان الجبّان في ملفّ على الواتس أب ردّه الذي سأنشره كاملًا دون أن أتدخّل فيه بزيادة أو إنقاص حرف واحد.
-
رسالة غسّان الجبّان في الردّ على المقالات
وهذا نصّ الرّدّ كاملًا:
“بعض الردود على ما ورد في آخر تقريرين للأستاذ محمد خير موسى عن جماعة كفتارو.
أولاً: كُتبت التقارير بصيغة يفهم منها على أنها قطعيَّة الثبوت، لا تحتمل الشكَّ عند كاتبها!!..
وكان البحث العلميُّ الذي يتبنّاه الكاتب يفرض أن يذكر عبارات احتماليّة، فيقول: هكذا كما وردني، أو لست متأكداً من صحته على نحو جازم.
صيغة التبني من الكاتب لكلِّ ما كتب دونَ التحقق من صحة ما نقل يخلُّ إخلالاً مسقطاً لقواعد البحث العلميِّ الدقيق، وهو مما لا يتفق مع رغبة الكاتب بكتابة بحث يخضع لقواعد البحث العلمي الدقيق.
ثانياً: الكتابات والتقارير عن الجماعات الإسلامية أحد المطاليب المهمَّة لوكالة الاستخبارات المحلية والعالمية؛ فهي تدرس كل ما يتعلّق بهذه الجماعات على نحوٍ مفصلٍ ودقيقٍ، ولديهم مكلفون بكتابة تقارير عن كل ما يتعلق بهذه الجماعات. وهذا معروف يقيناً لدى الخبراء في العمل الإسلامي.
والسؤال:
لماذا نكتب تقارير ومقالات سوف تشكّل وثائق مهمّة للوكالات الاستخبارية، تستطيع أن تضيفها لما عندها، لاستخدامها في حربها على الجماعات الإسلاميّة بهدف تمزيقها وإضعافها، أو يمكن استخدامها من التنظيمات المعادية للإسلام، ليثبتوا أن الإسلام فاشل، وأن قادته يتقاتلون ويتصارعون على الزعامة والمصالح والمكاسب؟!!..
ثالثاً: كيف يتمُّ نشر أحداث على أنها وقائع يقينية، قبل التحقق من صحتها، وهي تمسُّ أشخاصاً عاملين في حقل التربية والدعوة الإسلاميّة، وتشكِّل إساءةً بالغةً لهم، لاسيما أن التقارير والمقالات أحدثت أذىً كبيراً في سمعة ومكانة من نُسِبَ إليهم في التقارير أكاذيب لا صحة لها على الإطلاق!!..
أليس النبي يقول: «كَفَى بالمَرْءِ كَذِباً أنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ ما سَمِعَ» ومعلوم أن من يتحدث بما يسمعه ثم ينشره بعد التحقق من صحته وفيه فائدة لا يشمله هذا الحديث.
كيف يتم نشر هذا بدون التحقق من صحته؟!!.. والنبي يقول: « كُلُّ المــُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ. »
ففي المقالة المنشورة بتاريخ 6/6/2021م تحت عنوان ((جماعة كفتارو الفاعلية والموقف))
- يقول الكاتب إن “الأستاذ غسان الجبَّان لم يَعُد له دور حقيقي” في الجماعة! ويقول: “إن الأستاذ غسان خَبا بريقه، وانتهى دوره، وتمَّ تهميشه.” وهذا غير صحيح ومجانب للحقيقة.
وهذا غير صحيح ألبتة!!!… وقد نشر قبل أن يتم التحقق من صحته..
وأقول: إنني لا أبحث عن زعامة -كما ادّعيت في مقالات سابقة- أو عن دور، لأن دوري الحقيقي هو في مجال الدعوة والتربية، وأنا ما زلت أعمل فيه منذ أكثر من خمسة وخمسين عاماً، ولم أغيِّر ولم أبدِّل ولم أتراجع عنه قيد أنملة، وبرامجي الدعوية والتربوية قائمة ومعلنة ومنشور بعضها على قنوات اليوتيوب وصفحات الفيس بوك، وقد ألَّفت ثلاثين كتاباً تعبر عن منهاجي الدعويّ والتربويّ والفكريّ والذي هو مستقى من فكر شيخنا ومنهجه..
فكيف تمَّ اختراع هذه الادعاءات غير الصحيحة؟!..
- ويقول الكاتب بأن “عدد الملتزمين ببرامجي الدعوية والتربوية والفكرية كان عددهم /400/ وبالكاد بقي منهم /50/ .”
وهذا غير صحيح ألبتة!!!… وقد نشر قبل أن يتم التحقق من صحته..
وأنا أبشِّر محبي الدعوة الإسلامية بأن عددهم أكبر من هذا بأضعاف كثيرة، وما زالوا يتابعونني حضوراً أو عبر البث المباشر على النت أو عبر وسائل التواصل المختلفة. وإذا كان قسم كبير منهم سافر بسبب الأحداث في بلدنا، فإنهم منتشرون في مختلف بلدان العالم، وقدَّم بعضهم إنجازات في عمل الدعوة في البلدان التي يقيمون فيها، وهذا أدّى إلى توسع وزيادة نطاق عملنا الدعوي وليس نقصانه.
- ويقول الكاتب: “إن جماعة كفتارو بوصفها جماعة مشيخيَّة قد انتهت برحيل الصف الأول من مشايخها، وأما مشايخ الصف الثاني والثالث في الجماعة فقد تمزقوا وتفرقوا.”
وهذا غير صحيح ألبتة!!!… وقد نشر قبل أن يتم التحقق من صحته..
والصحيح: هو أن الشيخ أحمد كفتارو كان الواجهة الأكبر للجماعة والممثل الوحيد لها.. ولكنَّ العمل تطور بعد وفاته إلى قيادةٍ جماعيةٍ مؤلفةٍ من كبار الناشطين في عمل الدعوة من تلامذته تلتقي دورياً وتقرر كل ما يتعلق ببرامج العمل الدعوي والتعليمي.
ولم ينشقَّ أحد بعد وفاة الشيخ، ولم يتفرق العاملون في حقل الدعوة -كما يزعم التقرير- بل إنهم ملتزمون بمنهج الشيخ ومترابطون وينشطون كلٌّ في اختصاصه ومجاله على أوسع نطاق.
وهذا التوسع في العمق الدعوي والتربوي حصل في آخر حياة الشيخ وبعد وفاته، وهو تطور طبيعي وثمرة طيبة للجهود الكبيرة المبذولة في هذا النطاق.
كان المظهر الكبير للجماعة في حياة الشيخ يتجلَّى في الجماهير الغفيرة التي تحضر محاضراته ودروسه، وأصبح هذا المظهر موزعاً على نحو أوسع بالجماهير الغفيرة التي تحضر محاضرات ودروس إخوانه من كبار الدعاة.
وفي المقالة المنشورة بتاريخ 25/4/2021م، تحت عنوان ((اعتقال صلاح كفتارو وتأميم المجمع)).
- تتحدث المقالة عن “وثيقة الأستاذ غسَّان الجبَّان ودخوله في حالة الاستعانة العلنية بأجهزة المخابرات ضد خصومه داخل الجماعة، واستقواء الجبَّان باللواء هشام بختيار!!..”
وهذا كذب صُراح!! وقد نشر قبل أن يتم التحقق من صحته..
فأنا لم أجتمع، ولم أقدِّم للواء هشام بختيار أيَّ وثيقة ضد أحد، وهذا نقل عن كاذب بدون التحقق من صحته.
والكاتب لم ينسب الكلام إلى من نقل عنهم، ولم يضمن مقالة احتمالية عدم صدق الخبر!!..
وفي هذا ظلم عظيم، سيدفع ثمنه من تسبب به، في محكمة قاضيها رب العالمين، بما ألحق بي من ظلم وأذى شديد!!
وبالمناسبة؛ أنا لا أعادي الدكتور صلاح الدين كفتارو، بل يوجد بيني وبينه اختلاف في الآراء والأفكار والاجتهادات، وكنا نتقارب في أفكارنا أحياناً، ونبتعد أحياناً، وما زلنا نلتقي فيعانقني وأعانقه، فهل يُظهر غير ما يُبطن؟! ما أظنُّ ذلك!!
- أما الوثيقة التي تتحدث عنها، فلا يوجد وثيقة باسم غسَّان الجبَّان، بل يوجد رسالة موجهة لوزير الأوقاف الدكتور عبد الستار السيد، توافَقَ عليها كبار دعاة الجماعة، ومنهم: الشيخ رمضان ديب، والشيخ رجب ديب، والأستاذ محمد خير الصباغ، والدكتور محمد خير فاطمة، والدكتور بسام صباغ، والشيخ أحمد إدريس، والشيخ خالد الزيات، والشيخ محمد ديب، والأستاذ صابر حمشو، ومحمد غسان الجبَّان، وغيرهم… في منزل الشيخ رجب. كما نوقشت حول هذا الموضوع بعض الأفكار بحضور بعض هؤلاء في منزل الدكتور زياد الأيوبي -كان وزيراً للأوقاف- قبل تركه للوزارة بشهرين تقريباً، (لأن وزارة الأوقاف هي الجهة الإدارية المسؤولة عن المساجد والمعاهد والمجمعات الإسلامية). وقد توافق الحاضرون على موقف محدد، ولم يكن عندها ضرورة لرسالة لوزير الأوقاف، لأن الوزير كان حاضراً. وقام مشكوراً بمحاولات لإصلاح الأخطاء ولكنها لم تحقق أهدافها.
وأما الهدف من الرسالة التي أرسلت لاحقاً لوزير الأوقاف الجديد، فهو حماية جماعة الشيخ من أخطار أي خطأ (مقصود أو غير مقصود) يصدر عن أحد أتباع الجماعة عموماً، والتأكيد على أن مسؤولية أي خطأ تقع على عاتق من يخطئ، ولا تتحمل الجماعة أي مسؤولية عن ذلك.
كما أرسلنا رسالة إلى الدكتور صلاح قبل ذلك، تتضمن عشرة أمور ضرورية تحتاج إلى الإصلاح، لكنه لم يرغب بالتوقيع عليها إشعاراً بتبنِّيها.
فأين الاستقواء بالمخابرات وباللواء هشام بختيار كما زعمت المقالة نقلاً عن كاذبين؟!!..
- يتحدث التقرير عن “دور وصائي مارسْتُه (أنا) على الدكتور شريف صواف خلال الأشهر الأولى من إدارته للمجمع، وأن الصواف ضاق بي ذرعاً بعد سنة، وبعد تمكنه من الإدارة، ألغى مجلس الأمناء، وأبعد غسان الجبَّان عن المشهد..!!”
وهذا ليس بصحيح أيضاً.. وقد نشر قبل أن يتم التحقق من صحته..
كنت وما زلت مستشاراً للدكتور شريف الصوَّاف، وتجمعني به علاقة مودة ومحبة، حتى ولو اختلفنا في بعض وجهات النظر، فهذه ظاهرة صحيَّة لا مشكلة فيها، فلا يوجد أحد يتطابق مع أحد بالمطلق..
- ويتحدث التقرير عن أن “جماعة الشيخ أحمد كفتارو لم تعد موجودة.. وأصبحت جماعات متعددة الرؤوس متناثرة القوة متشظيَّة الوجود.”
وأيضاً هذا ليس بصحيح!! وقد نشر قبل أن يتم التحقق من صحته..
والحقيقة، إن جماعة الشيخ لها دور فاعل على المستوى المحلي والعالمي حسب إمكاناتها، وما زالت تنمو وتتوسع، وقد تطورت وانتقلت إلى العمل الجماعي الذي يجمع قادة الدعوة والناشطين في المجمَّع، وهم ينشطون على مستويات عدة وبوسائل مختلفة.
- بعد كل هذا ما الفائدة من نشر هذه التقارير المتضمنة أموراً كثيرة غير صحيحة؟!!..
أليس هذا يضعف العمل الإسلامي ويشوهه، ويبث الفتنة بين العاملين في الدعوة، ويمكن أعداء الإسلام من الاجتراء عليه ومحاربته؟!!..
وأنا لا أشك بنيَّة الكاتب الصالحة واجتهاده في البحث العلمي، ولكن هل يتأكد ذلك دونَ التحقق من صحة ما نقل؟!!..
أليس درءُ المفسدةِ مقدَّماً على جلبِ المصلحةِ؟!!..
دمشق 24/6/2021م محمد غسان الجبَّان”
-
هل لي تعليق أو ملحوظات على هذه الردّ؟
في الحقيقة يمكن كتابة الكثير من الملحوظات والتعليقات على هذا الردّ الذي كنت أطمع بصدقٍ تام أن يكون أقوى من ذلك وبعيدًا عن الإغراق في عقليّة المؤامرة التي تهيمن على تفكير وتعاطي الكثير من المشايخ، وذلك ليقيني أن تدافع الأفكار موصل إلى الحقائق، لكنني في الوقت نفسه لست من هواة الدّخول في متتالية الردّود، إلّا أنّني أكتفي بالقول: إنّ ردود الأستاذ غسّان الجبّان التي لم تنقض معلومةً واحدةً بمعلومة مضادة قد أثبتت صحّة ما ورد في المقالات من حيث أرادت أن تنفيها.
(المصدر: سوريا TV تي في)