ردة فعل منظمة “آسام” على تصريحات ماكرون المسيئة للإسلام
أعرب رئيس مجلس إدارة “آسام” مراد دوغاناي عن ردة فعله على تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون التي تستهدف العالم الإسلامي.
وقال دوغاناي: “إنك رئيس دولة ثارت عام 1789 رافعةً شعارات “الحرية” و”المساواة” و”الإخاء”. فهل تخلت فرنسا عن أهم قيمها ونحن لا نعلم؟
وتابع: “فإذا لم ترد على ذهنك “الحرية” و”المساواة” عندما يتعلق الأمر بالإسلام والمسلمين، بل على العكس من ذلك تتبع أساليب عنصرية وجائرة تجاه مسلمي بلدك وأساليب ظالمة ضد الإسلام، فإن ما تفعله يطلق عليه اسم البربرية الثقافية“.
ربما يكون إنكارك لقيمك مشكلة خاصة بك، لكن معاداتك للإسلام وأتباعه الذين يقدرون بالملايين من البشر، أي سياستك التي تخشى الإسلام، تعتبر جريمة ضد الإنسانية كلها.
إن دفاعك عن البربرية الثقافية الفظة المستندة إلى سياسة الخوف من الإسلام ومعاداة كل ما هو أجنبي في بلدك المعروف وكأنه مهد الديمقراطية يمثل تهديدًا خطيرًا للسلام بين البشر.
إننا المسلمون لا نؤمن فقط بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، بل نؤمن بجميع الرسل والأنبياء. لذا فإن الإساءة لنبينا عليه الصلاة والسلام تساوي الإساءة لسيدنا موسى وسيدنا عيسى عليهما السلام. ولتعلم أننا المسلمون نؤيد عالمًا يعيش فيه الجميع بحرية وفي سلام محتفظًا كل منا بمعتقده ولا يسيء فيه أحد للآخرين بسبب دينهم أو أسلوبهم في الحياة.
وكما أن الذين حولوا الإسلام إلى أيدولوجية إرهابية ليرتكبوا جرائم ضد الإنسانية ومن يسيئون لمقدسات ديننا يسيرون في الطريق الخطأ، فإنك كذلك تسير في الطريق الخطأ بسياساتك هذه التي تنتهجها بالنظر إلى أمثال هؤلاء. هذا فضلًا عن أنك تستغل الكراهية التي انتهجها البعض استنادًا إلى سياسات الإرهاب غير الإسلامية وغير الإنسانية التي يتبعها باسم الإسلام لتكون بذلك شريكًا في الجريمة ضد الإنسانية.
إن الهجوم على نبينا العظيم من خلال رسوم الكاريكاتير هو هجوم على قيم كالديمقراطية والحرية واحترام الأديان والمساواة والأخوة. إن دعمكم كحكومة فرنسا لرسوم الكاريكاتير المسيئة هذه لا يعني فقط أنكم تنكرون قيمكم، بل تعني كذلك أنكم تشتركون في جريمة ضد الإنسانية. فهذا الجرح الذي لم يصب فقط ملايين المسلمين المقيمين في دولتكم بل أصاب القلب المقدس لكل مسلمي العالم يعتبر بمثابة جرح غائر أصاب السلام المجتمعي في دولتكم والعالم كله.
لقد أردت يا مسيو ماكرون تحويل انتقاد الرئيس أردوغان لك بسبب سياستك هذه إلى أزمة دبلوماسية بين الدولتين، لكن اعلم أن هذه السياسة العدائية التي تنتهجها ضد معتقداتنا ومقدساتنا جرحتنا جميعًا جرحًا صعبًا.
وآمل أن يساعدك هذا الانزعاج الذي شعرت به لنقد موجه لشخصك على فهم الجرح الغائر الذي أصبت به قلوب أكثر من مليار مسلم.
واعلم أن النبي الكريم ومقدسات ديننا الحنيف هي أعلى قيمة عندنا من أرواحنا.
يا سيد ماكرون
إن هذا الطريق الذي تسير فيه سيعود عليك بخسائر فادحة، لذا عليك فورًا قبل فوات الأوان أن تتراجع عن هذه العقلية والسياسيات التي ستحول العالم إلى جهنم للحقد والكراهية بدلًا من أن تجعله يساهم في السلام بين البشر.
واعلم أننا المسلمون لا نريد الحرب، لكننا لن نقف موقف المتفرج أمام هجوم تتعرض له مقدساتنا، ولن نتراجع مهما كلف الأمر عن رفع صواتنا والتعبير عن رد فعلنا بشكل ديمقراطي.
وإن لم تتخل عن سياستك، التي تخشى الإسلام والتي ستمهد الطريق أمام حرب دينية جديدة وستوجه ضربة موجعة لسلام الإنسانية، فإن التاريخ سيسجلك في صفحاته بوصفك نسخة جديدة من الزعيم البربري نيرون.
ولقد خاطب النبي عليه الصلاة والسلام الناس كافة في خطبة الوداع قائلا: “يأيها الناس! أنتم جميعًا أبناء آدم، وآدم من تراب، ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى”. فهذه هي العقيدة الإنسانية الحقة التي أراد نبينا وديننا تعليمها للإنسانية.
اعلم يا سيد ماكرون أن رغبتك في تحويل الإسلام، مدرسة الإنسانية، إلى دين عداء وإقصاء من خلال مزاعم الإرهابيين تعتبر تهديدًا موجهًا لمفهوم المساواة بين البشر. لهذا السبب نقول إن الناس كافة متساوون في الحرية!
مراد دوغاناي – رئيس مجلس الإدارة
شعبان غلبهار – عضو مجلس الإدارة
أرتان أوزييت – عضو مجلس الإدارة
يالتشين كوتشاك – عضو مجلس الإدارة
خالدة أينجاقارا – عضو مجلس الإدارة
محمد متينار – عضو مجلس الإدارة
فايق توناي – عضو مجلس الإدارة
أورهان عثمان أوغلو – عضو مجلس الإدارة
محمد متينار – عضو مجلس الإدارة
Asam Avrasya هي مؤسسة وقفية
(المصدر: صحيفة يني شفق)