رحم اللّه أبطال فلسطين
بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
قال تعالی: ﴿وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ وقال ﷺ: {ومن يتصبّر يصبّره اللّه وما أعطي أحد من عطاء خير وأوسع من الصّبر} وقال عمر رضي اللّه عنه: إنّ أفضل عيش أدركناه بالصّبر ولو أنّ الصّبر كان من الرّجال كان كريما! وقال عليّ رضي اللّه عنه: ألا إنّ الصّبر من الإيمان بمنزلة الرّأس من الجسد فإذا قطع الرّأس باد الجسد! بمزيد من الأسی والحزن والحسرة واللوعة ننعی إلی شعبنا الفلسطينيّ البطل المرابط الأبيّ كوكبة جديدة من أقمار (جنين) الفداء الذين ارتقوا يوم أمس بعد أن خضّبوا بدمائهم الزّكيّة موطن المعراج والإسراء! ولا نملك سوی أن نقول: إنّا علی فراقكم شباب الإسلام الأطهار الأخيار ونشامی فلسطين وحماة الدّيار لمحزونون وإنّا للّه وإنّا إليه راجعون! وإنّ الذي يخفّف من مصابنا ويمسح أحزاننا قول نبيّنا الصّادق الأمين ﷺ: {للشّهيد عند اللّه ستّ خصال: يغفر له في أوّل دفعة ويرى مقعده من الجنّة ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدّنيا وما فيها ويزوّج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ويشفع في سبعين من أقاربه} أشهد أنّ جميع الكلمات قد تعجز عن التّعبير عن أحزاننا في هذه الأوقات! وكان اللّه عزّ وجلّ في عون شعبنا المرابط في الثّغر في أرض المحشر والمنشر والقابض علی دينه كالقابض علی الجمر! ونقول في الختام باختصار: رحم اللّه أقمار بلادنا فلسطين الأبرار وأدخلهم جنّات تجري من تحتها الأنهار وعجّل اللّه شفاء الجرحی الصّابرين المصابرين المرابطين!