طالبت رابطة العلماء السوريين، الاتحاد الروسي والجمهورية الإيرانية بسحب قواتهما والميليشيات الطائفية من الأراضي السورية والتوقف عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم لنظام بشار باعتباره يشكل اعتداءا مباشرا على الشعب السوري.
وأكدت الرابطة إنّ التدخّل الروسيّ وتشاركه مع التدخّل الإيرانيّ بالقتال ضد الشعب السوري مباشرة مع الإرهابي بشار، يعدُّ احتلالا عسكريا لسورية .
وأضافت: “ان من واجب الشعب السوري التصدي للاحتلال الروسي والإيراني لأي بقعة كانت من سورية الغالية وحق المقاومة للمحتلين هؤلاء لا جدال فيه باعتباره حقا مشروعا تكفله الشرائع السماوية والمواثيق الدولية “.
وفيما يلي نص البيان:
بيان رابطة العلماء السوريين حول الاعتداء الروسي على الشعب السوري:
لازال الاتحاد الروسي يواصل دعمه العسكري والحربي الإرهابي التدميري وإمداده بعتاد عسكري متطور لنظام بشار الأسد فيما تبقى له من سورية ، وذلك في مواجهة ثورة الشعب السوري الحر التي مضى على انطلاقتها قرابة الخمس سنوات ،وهي تنشد الحرية والكرامة واسترداد الحقوق المغتصبة للشعب السوري كله من النظام الانقلابي الطائفي الذي صادر سورية لحسابه الخاص منذ 8أذار 1963 م.
ولم يكتف الاتحاد الروسي بذلك، بل أعلن قبل أيام وبتحد سافر للشعب السوري عن إنزال فرق من جيشه الروسي على التراب السوري ، وسيطرته على بعض المطارات ، وإقامة قاعدة عسكرية له ، والمشاركة المباشرة مع الإرهابي بشار في سفك دماء الشعب السوريّ وتدميره وتهجيره ، وتدمير سورية حضارة ووجودا ، وقام أخيرا باستهداف مواقع للجيش الحر بالمقاتلين والطائرات، لتنقذ بقايا النظام من جهة ، واعتبار أنّ ذلك سيحفظ مصالحه في بلاد الشام !
وقيامًا بواجب مسؤلية النصح للأمّة ترى رابطة العلماء السوريّين لزامًا عليها توضيحَ النقاط الآتية:
أولاً: الشأن السوريّ شأن إسلاميّ عربيّ أولا ، ليس من حقّ أحدٍ من الدول سواهما أن يتدخّل فيه، على أن يكون التدخّل لتلبية مطالب الشعب السوري في الحرية والكرامة والعدالة ، ودولة المؤسسات، ويتم ذلك عبر الدعم للثورة السورية ، وبالسعي لحقن دماء الشعب السوري ، ودفع الظلم عن سورية وأهلها. ولذا ترى الرابطة ضرورة لجم الدول الأجنبيّة كافّة عن التدخّل في شؤونها.
ثانياً: إنّ التدخّل الروسيّ وتشاركه مع التدخّل الإيرانيّ بالقتال ضد الشعب السوري مباشرة مع الإرهابي بشار، يعدُّ احتلالا عسكريا لسورية .
ثالثاً: من واجب الشعب السوري التصدي للاحتلال الروسي والإيراني لأي بقعة كانت من سورية الغالية وحق المقاومة للمحتلين هؤلاء لا جدال فيه باعتباره حقا مشروعا تكفله الشرائع السماوية والمواثيق الدولية ..
إن الاحتلال الروسي والإيراني لأجزاء من سورية سيتخذ ذريعةً لحربٍ بين قوىً عالميّةٍ على الأرض السورية وتؤكد الرابطة رفضها القاطع لأن تكون سورية بموقعها الاستراتيجي وتاريخها الحضاري قطعة شطرنج لحرب خارجية تدورُ رحاها على أرض سوريا ويكون وقودها الشعب السوري المنكوب بنظام بشار الإرهابي، والمرابطون على تلك الأرضِ المباركة، ولذلك فإنّ استمرار هذا التدخّل يُنذر بكارثةٍ تهدد السلم الإقليمي والعالمي وسيجلب للعالم أشدّ الكوارث وأفظعها في القرن الحادي والعشرين .
رابعاً: إنّ هذا التدخّل بمثابة اختبارٍ لمدى وحدة الأمّة العربية والإسلامية وتكاتف أبنائها، ولذلك فإنّ الرابطة تدعو أبناء الأمّة جميعًا إلى استنكار هذا الاحتلال، واتّقاء فتنةٍ لو صمتت الأمة عنها ستأكل الأخضر واليابس من أمّتنا العربية والإسلاميّة حاضرا ومستقبلا.
خامساً: تدعو الرابطة أصحاب الفضيلة علماء الأمّة إلى الاستنكار الصارخ لهذا الاحتلال الروسي والإيراني لسورية ، والتعبير بكلّ الوسائل المتاحة في بلدانهم عن رفضهم لهذا التدخّل، كما تطالب الجاليات العربية والإسلامية في الدول الغربية والكبرى ممارسة الضغط على حكومات بلادهم ولاتخاذ وقفةٍ جادّةٍ في المحافل الدوليّة لحماية الشعب السوري وسورية من هذا الاحتلال البغيض ومن النظام الإرهابي الطائفي، وتدارك هذا الأمر قبل أن يستفحل بشر مستطير يصعب السيطرة عليه من أي كان ، وذلك بدل الصمت العالمي المريب على مدى الخمس سنوات من قيام الشعب السورية بثورته مع ما يرتكبه نظام بشار الإرهابي بدعم من إيران والاتحاد الروسي من جرائم حرب وانتهاكات إنسانية إرهابية في كل دقيقة ..
سادساً: تحذر رابطة العلماء السوريين الاتحاد الروسي وايران من الإقدام على أيِّ محاولة للمساس بوحدة سورية من خلال العمل على تقسيمها،او القيام بأي تغيير ديمغرافي يمس التركيبة السكانية للمناطق السورية كافة، وإن أبوا إلا أن يركبوا متن الحمق ، فسيلقون من الشعب السوري كله ما يجعل أصابعهم وأقدامهم تحترق وللأبد في سورية بعون الله ، وسيفدي الشعب السوري وحدة سورية وحريتها وكرامتها واستقلالها وترابها وأعراضها بالغالي والنفيس .
وختامًا:
نطالب الاتحاد الروسي والجمهورية الإيرانية بسحب قواتهما والميليشيات الطائفية فورا من الأراضي السوري والتوقف عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم لنظام بشار باعتبار ذلك يشكل اعتداء مباشرا على سورية الشعب السوري .
ونُؤكد للاتحاد الروسي ورئيسه بوتين ، ولإيران ولخامنئي، ولرئيسها روحاني أن الشعب السوري سيقاوم احتلالهما للنهاية حتى تحرر سورية كلها من احتلالهما مع النظام الإرهابي الطائفي، وإلا فسيلقون مصيرٍا مشابها لمصير الاتّحاد السوفييتي في أفغانستان، وسيفقدان كل (مصالحهما) في سورية الجديدة جراء سياساتهما الكارثيّة في دعمِ النظام المجرم.
حفظ الله سورية والشعب السوري الصابر، وشد على يد الثوار وربط على قلوبهم وجعهم على الخير والبر والإخلاص ورد الله كيد المعتدين عنها. ومن عليها بنصر عزيز وفتح قريب.