رئيس المجتمع الإسلامي النمساوي: تطبيق “خريطة الإسلام” لا يخدم إلا الجماعات العنصرية وتشكل خطرًا على المسلمين
حذّر أوميد فورال، رئيس المجتمع الإسلامي النمساوي، من مغبة نشر “خريطة الإسلام” الرقمية في البلاد، داعيا إلى إلغائها بشكل فوري.
وأكد فورال في حديثه لوكالة “الأناضول”، أن على السلطات الرسمية إلغاء التطبيق المسمى “خريطة الإسلام” فورًا، لا سيما مع تزايد الاعتداءات على المسلمين ومؤسساتهم ومساجدهم وتحولها إلى هدف للجماعات العنصرية، بعد بدء العمل بالتطبيق.
وذكر أنه “في اليومين الماضيين، جرى تعليق لافتات استفزازية ضد الإسلام على مساجد في مدن مختلفة بالنمسا، وخاصة في العاصمة فيينا”.
ولفت إلى أن الأحداث الأخيرة تشير أن الخريطة لا تخدم أغراض “شفافية المجتمع” بقدر ما تخدم أغراض الجماعات العنصرية.
وأكّد أنه “من غير المقبول بالنسبة لهم جمع كل المؤسسات الإسلامية، على خريطة جرى إعدادها من قبل مركز توثيق الإسلام السياسي في النمسا”.
وتابع قائلا “هذه خطوة تشكل خطرًا على المسلمين بشكل عام، قلنا أن هذا الموقع يجب أن يكون غير متصل بالإنترنت في أسرع وقت ممكن، لأنه يخدم أغراض الجماعات العنصرية والمتطرفة في المقام الأول”.
وأضاف “بالفعل لقد كانت مخاوفنا مبررة تجاه هذا التطبيق، فقد ازدادت الاعتداءات على المسلمين، وجرى تعليق لافتات عنصرية قبيحة على مساجدنا في النمسا بما في ذلك العاصمة فيينا”.
وبيّن أن “المجتمع الإسلامي النمساوي هو واحد من 16 مجتمعًا دينيًا في البلاد، وأن البلاد شهدت في السنوات الماضية زيادة غير مسبوقة في الضغط على المسلمين”.
وذكر أنهم “لا يستطيعون أن يشرحوا لمحاوريهم السياسيين الخطأ في قضايا مختلفة مثل حظر الحجاب في المدارس الابتدائية وإنشاء مركز توثيق الإسلام السياسي”.
وقال أيضا “نرى بوضوح أن المسلمين يعاملون بشكل مختلف، بما أننا دين معترف به رسميًا، فنحن نريد نفس المعاملة وعلى قدر متساوٍ مع الطوائف الخمسة عشر الأخرى، ولا نريد أي معاملة مختلفة أو خاصة”.
واستطرد “المسلمون جزء من النمسا ويمكن حل المشاكل إن وجدَت من خلال الحوار”، مشددًا على الحاجة إلى الابتعاد عن الخطابات والمقاربات التي ستؤثر سلبًا على الحياة المشتركة داخل المجتمع النمساوي.
ونهاية أيار/مايو الماضي، أعلنت وزيرة الاندماج المحافظة سوزان راب، عن موقع إلكتروني جديد اسمه “الخريطة الوطنية للإسلام”، تُمكن المواطنين من إيجاد أسماء أكثر من 600 مسجد وجمعية وعناوينها وهويات مسؤوليها وعلاقاتها المحتملة بالخارج.
وحذّر مسلمون نمساويون من أن هذه الخريطة التفاعلية “تدل على نية واضحة لدى الحكومة لوصم كل المسلمين بوصفهم خطرا محتملا”.
(المصدر: رابطة علماء أهل السنة)