رؤيةٌ شرعيةٌ لظاهرةِ التخويفِ من الإسلامِ (الإسلام فوبيا)
بقلم أ. د. حسام الدين عفانة
يقول السائل:يكثرُ في وسائل الإعلام استخدامُ عبارة (الإسلام فوبيا) فهل لكم أن توضحوا لنا معناها ودلالاتها،أفيدونا؟
الجواب:
أولاً:عبارة (إسلام فوبيا) مركبة من كلمتين:الأولى عربية (إسلام) والثانية يونانية (فوبيا) وتعني “خوف” فيكون المعنى الحرفي لعبارة (إسلام فوبيا):الخوفُ من الإسلام، وتفيد أيضاً الخوف من المسلمين.
وظاهرة التخويف من الإسلام (الإسلام فوبيا) أو ظاهرة الرُهاب من الإسلام أو الخوف المرضي من الإسلام، مأخوذة في الأصل من علم النَّفْس وتعني خوف عميق مستمرّ على غير أساسٍ من واقع الخطر أو التهديد من موقفٍ ما أو شيءٍ معيّن، ويرى السُّلوكيون أن هذه المخاوف نتيجة لسلسلة من الارتباطات بين كثيرٍ من المؤثِّرات السَّلبيَّة. www.almaany.com/ar
وظاهرة (الإسلام فوبيا) هي ظاهرةٌ قديمةٌ ومتجددةٌ،فقد عرفت منذ أن جاء محمدٌ صلى الله عليه وسلم بهذا الدين العظيم،ولكنها انتشرت وتصاعدت بشكلٍ ممنهجٍ ولافتٍ للأنظار في عصرنا الحاضر في العالم الغربي خصوصاً بعد أحداث الحادي عشر من أيلول سنة 2001م في الولايات المتحدة الأمريكية.
ولا شك أن هنالك عدة أسباب وراء انتشار ظاهرة التخويف من الإسلام (الإسلام فوبيا) في العالم الغربي من أهمها:
(1)استرجاع حوادث تاريخية في الصراع بين المسلمين وأعدائهم من الفرنجة.وهذا أهم سبب في نظري،ومن أشهر تلك الأحداث المسترجعة لذاكرة الغربيين، فتح المسلمين الأندلس سنة 91 هـ،ومعركة بلاط الشهداء”معركة تور أو معركة بواتييه جرت في موقع بين مدينتي بواتييه وتور الفرنسيتين” سنة 114هـ وفتح القسطنطينية على يد العثمانيين سنة 857 هـ، ومعركة فيينا عاصمة النمسا سنة 1094هـ بين العثمانيين والفرنجة، وغير ذلك.
وقد ظهر هذا الاسترجاع للأحداث التاريخية في الصراع بين الإسلام والغرب واضحاً وجلياً فيما كتبه المجرم منفذ هجوم نيوزيلندا على المسلمين في الشهر الحالي، حيث كتب على الأسلحة التي استخدمها، عدة عبارات تنم عن حقدٍ دفينٍ، وكراهيةٍ متجذرةٍ، ومنها:[ “التركي الفجّ 1683 فيينا”؛ في إشارة إلى معركة فيينا التي خسرتها الدولة العثمانية ومثلت نهاية توسعها في أوروبا.
وعبارة “وقف تقدم الأمويين الأندلسيين في أوروبا”؛ في إشارة إلى الفتح الإسلامي للأندلس،وتأسيس إمارة إسلامية فيها على يد عبد الرحمن بن معاوية (الداخل) عام 756م.
وعبارة “تور 732” فتشير إلى معركة دارت سنة 732م ،وتعرف أيضاً باسم “بلاط الشهداء” وكانت بين المسلمين تحت لواء الدولة الأموية بقيادة والي الأندلس عبد الرحمن الغافقي من جهة، وقوات الفرنجة بقيادة شارل مارتل من جهة أخرى،وانتهت بانتصار قوات الفرنجة وانسحاب جيش المسلمين بعد مقتل قائده عبد الرحمن الغافقي.] www.aljazeera.net/news
(2)ومن أسباب انتشار ظاهرة التخويف من الإسلام (الإسلام فوبيا) في العالم الغربي، الجهـلُ الواضحٌ بدين الإســلام، حيث إن من أهم مصادر الثقافة الغربية عن الإسلام والمسلمين المعلومات المشوهة والمزورة والمضللة عن الإسلام وأهله،التي قدمها غلاة المستشرقين المتعصبين على مرِّ العصور والأيام.
(3)ومن أسباب انتشار(الإسلام فوبيا) عالمياً وخاصةً في أوروبا وأمريكا، اللوبي اليهودي وأدواته الفاعلة،كالسينما العالمية ووسائل الإعلام،وبالذات القنوات الفضائية، فقد أعطت للناس في الغرب صورةً مشوهةً عن الإسلام والمسلمين، بل كانت الصورةُ مغلوطةً وعدائيةً ومسيئةً للإسلام والمسلمين.وكل ذلك من أجل الدفاع عن دولة يهود وتصويرها على أنها واحة الديمقراطية والثقافة الغربية في وسط صحراء العداء للغرب وتهديد أمنه!
(4)خلطُ الثقافة الغربية الحديثة بين الدين الإسلامي وواقع المسلمين وتصرفات أفرادهم،فإذا ارتكب مسلمٌ عملاً ما، فسرعان ما يقال “إرهاب إسلامي” بينما لو ارتكب أمريكيٌ أو مسيحي جرماً فظيعاً بحق المسلمين، فلا يوصف بأنه إرهابٌ مسيحي أو إرهابٌ أمريكي أو استرالي أو غير ذلك.
[وقد وصل الأمر بالدُّول الكُبرى وخاصَّة أمريكا إلى اعتبار كل مسلم إرهابيًّا، وجعلوا الدين الإسلامي دينًا إرهابيًّا، ولم يرضوا عن حُكام المسلمين، إلاَّ أن يخضعوا لتغيير مَناهج الدراسة في المدارس الدينية، بحجة حذف ما قد يفهم منه الدَّعوة إلى الجهاد، كما يسمونه هم الإرهاب، وهكذا وصلوا إلى دَرَجة وصم الإسلام كله بأنَّه إرهابي ودين إرهاب بعد أحداث 11سبتمبر سنة 2001م] www.alukah.net/sharia/0/6342/#ixzz5jFbPajcr
فيجب أن يُعلم أن هنالك فروقاً كبيرةً بين الإسلام كدينٍ سماوي وبين أفعال بعض المسلمين سواءً كانوا أفراداً أو جماعة معينة، فليس كل ما يقوم به مسلمٌ أو جماعةٌ مسلمةٌ معينةٌ من أعمالٍ يحمل وزرها دينُ الإسلام وتبعاتها.
ثانياً:هنالك جهاتٌ عديدةٌ في العالم العربي تساوقت مع ظاهرة التخويف من الإسلام (الإسلام فوبيا)كالعلمانيين والليبراليّين واليساريّين،وكالطغاة وأعوانهم،فهؤلاء يُغذُّون ظاهرة (الإسلام فوبيا) في مواقفهم وكتبهم وأقوالهم كتحذيرهم من المسلمين في أوروبا، وتخويف الأوروبيين من المساجد.ولم يكتفوا بذلك،بل نقلوا ظاهرة (الإسلام فوبيا) إلى بلاد المسلمين تحت حجة محاربة ما يسمونه “حركات الإسلام السياسي” فحاربوا المساجد وضيقوا على الدعاة ودروس العلم الشرعي وحلقات تحفيظ القرآن الكريم وغيرها.وما هذه الإجراءات إلا تطبيقٌ عمليُ لما ورد في تقرير”مؤسسة راند الأمريكية لسنة 2007م وهي مؤسسة بحثية تابعة للقوات الجوية الأمريكية،حيث ركَّز التقريرُ على ما يعتبره “خطورة دور المسجد”باعتبار أن المسجد الساحة الوحيدة للمعارضة على أساس الشريعة الإسلامية للأنظمة القائمة.
ثالثاً:لا شك أن هنالك عداءً مستحكماً لدين الإسلام وأهله عند عددٍ من المستشرقين الغربيين واليهود، وعند عددٍ من أرباب الكنائس الغربية،فهؤلاء لن يرضوا عن الإسلام مطلقاً،ويظهرون له العداوة على مرِّ العصور والأيام،يقول المستشرق الفرنسي كيمون في كتابه “باثولوجية الإسلام”:”إنَّ الديانة المحمدية جذامٌ تفشى بين الناس، وأخذ يفتك بهم فتكًا ذريعًا؛ بل هو مرضٌ مريعٌ، وشللٌ عامٌ، وجنونٌ ذهولي، يبعث الإنسانَ على الخمول والكسل، ولا يوقظه من الخمول والكسل إلاَّ ليدفعه إلى سفك الدِّماء والإدمان على معاقرة الخمور،وارتكاب جميع القبائح،وما قبرُ محمد إلاَّ عمودٌ كهربائي يبعث الجنون في رُؤوس المسلمين،فيأتون بمظاهر الصَّرع،والذهول العقلي إلى ما لا نهاية،ويعتادون على عاداتٍ تنقلب إلى طباعٍ أصيلة، ككراهية لحم الخنزير والخمر والموسيقى، إنَّ الإسلام كله قائمٌ على القسوة والفجور واللَّذات”.
ووصل به الحقد الدفين إلى أن قال:” أعتقد من الواجب إبادة خمس المسلمين، والحكم على الباقي بالأشغال الشاقة، وتدمير الكعبة، ووضع قبر محمد وجُثته في متحف اللوفر”!!
ويقول المستشرق لورانس براون:”كان قادتنا يُخوفوننا بشعوب مُختلفة،لكنَّنا بعد الاختبار لم نجدْ مبررًا لمثل تلك المخاوف،كانوا يُخوِّفوننا بالخطر اليهودي،والخطر الياباني،والخطر البلشفي؛لكنَّه تبين لنا أن
اليهود أصدقاؤنا،والبلاشفة الشيوعيين حلفاؤنا،أما اليابانيون،فإنَّ هناك دولاً ديمقراطية كبيرة تتكفَّل بمقاومتهم،لكننا وجدنا أن الخطر الحقيقي علينا موجود في الإسلام،وفي قُدرته على التوسُّع والإخضاع وفي حيويته المدهشة”.
ويقول المبشر أشعياء بومان:”إِنَّ شَيْئًا مِنَ الخَوْفِ يَجِبُ أَنْ يُسَيْطِرَ عَلَى العَالَمِ الغَرْبِيِّ مِنَ الإِسْلاَمِ،لِهَذَا الخَوْفِ أَسْبَابٌ،مِنْهَا أَنَّ الإِسْلاَمَ مُنْذُ ظَهَرَ فِي مَكَّةَ لَمْ يَضْعَفْ عَدَدِيًّا،بَلْ إِنَّ أَتْبَاعَهُ يَزْدَادُونَ بِاسْتِمْرَارٍ،مِنْ أَسْبَابِ الخَوْفِ أَنَّ هَذَا الدِّينَ مِنْ أَرْكَانِهِ الجِهَادُ” التبشير والاستعمار ص 131. وغير ذلك كثير.
إن عداءَ هؤلاء وأؤلئك لدين الإسلام الصحيح،سواء كانوا من الغربيين أو أذنابهم،واجتماعهم في هذه الحرب ضد الإسلام الصحيح،ليدل بوضوحٍ على ما قرره ربُّ العالمين في قوله:{وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِن اسْتَطَاعُواْ}سورة البقرة الآية 216. وهذا خبرُ صدقٍ من ربنا عز وجل عن شدةِ عداوة الكفرة للمسلمين،واستمرارِ قتالهم لصرفهم عن دين الإسلام إن استطاعوا، ولن يستطيعوا بإذن الواحد الأحد.
وينطبق عليهم قول الله تعالى:{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}سورة البقرة الآية 120.وهذا خبرُ صدقٍ ثانٍ من ربنا عز وجل،يبين استحالة رضا أهل الكفر عن الإسلام والمسلمين.
وعداءُ هؤلاء للإسلام وللمسلمين،عداءٌ ديني من جهةٍ،ومن الجهة الأخرى طمعٌ في السيطرة على خيراتِ الأمة،وإن غلَّفوه بأغلفةٍ برَّاقةٍ خدَّاعةٍ كمحاربة الإرهاب،قال تعالى:{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}سورة المائدة الآية 51.
وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}سورة آل عمران الآية 100.
وأما عداء الأذناب لدين الإسلام الصحيح فلأنهم أذناب وعبيد!
رابعاً:لا بدَّ من تذكير الغربيين بالجانب الإيجابي الذي وقفه كبار المفكرين الغربيين من الإسلام ورموزه،فقد كان[بعضُ الكتُّاب الكبار يتحدَّثون عن الإسلام،والمسلمين،ونبي الإسلام،بكل تقدير واحترام،وفخر واعتزاز،فمثلاً نجد كاتبًا كبيرًا مثل توماس كارليل الذي يعتبر أكبر عقليَّة إنجليزية بعد شكسبير يضع الرَّسول الكريم وسيرته في كتابه”الأبطال”،ويصفه بأعظم الأوصاف العظيمة،يقول عنه:”لا شيء أكبر دلالة على صدق نُبُوة محمد من أنْ يؤسس ديانةً يجد فيها نحو مائتي مليون من الأنفس غذاءهم الرُّوحي،وتقاوم عوامل التحليل في مدى أكثر من اثني عشر قرنًا،ثم علينا ألاَّ ننسى شيئًا،وهو أن محمدًا لم يتلق درسًا من أستاذ،ويظهر لي أن الحقيقة أن محمدًا لم يكن يعرف الخط والقراءة،وكل ما تعلمه هو عيشه في الصَّحراء وأحوالها،وكل ما وفق لمعرفته هو ما أمكن أنْ يشاهد بعينيه،وأن يتلقى بفؤاده من هذا الكون العديم النهائيَّة،وعجيب والله أُمِّيَّة محمد”.
وكذلك نجد الكاتب الأمريكي الكبير مايكل هارت – أستاذ الرياضيات والفيزياء والفلك في هيئة الفضاء الأمريكيَّة، حينما كتب كتابه عن “العظماء المائة أو الخالدون المائة” – يجعل الرسول الكريم في مُقدمة كتابه،ويمدحه مدحًا مناسبًا،كأعظم رجل في التَّاريخ،ويقول عنه:”لقد اخترت محمدًا في أول هذه القائمة، ولا بد أنْ يدهش كثيرون لهذا الاختيار،ومعهم حق في ذلك؛ولكنَّ محمدًا هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحًا مطلقًا على المستوى الديني والدنيوي،وهو قد دعا إلى الإسلام ونشره،كواحد من أعظم الدِّيانات،وأصبح قائدًا سياسيًّا وعسكريًّا ودينيًّا،وبعد ثلاثة عشر قرنًا من وفاته،فإنَّ أثر محمدٍ ما يزال قويًّا متجددًا،لقد كان الرسول على خلاف عيسى عليه السلام رجلاً دنيويًّا، فكان زوجًا وأبًا،وكان يعمل في التجارة،ويَرعى الغنم،وكان يُحارب ويُصاب في الحروب ويَمرض،ولما كان الرسول قُوَّة
جبارة،فيمكن أنْ يقالَ أيضًا:إنَّه أعظم سياسي عرفه التاريخ. ويضيف:فهذا الامتزاج بين الدين والدنيا هو الذي جعلني أُومن أنَّ محمدًا أعظم الشخصيات أثرًا في تاريخ الإنسانيَّة كلها”.
أما برناردشو، فقد كان يتنبأ أنَّ أوروبا في القرن الحادي والعشرين،ستذهب إلى الإسلام بعد أن تعرفَه حقَّ معرفته،حتَّى وصف هذا القرن بأنَّه سيكون عصر الإسلام الأوروبي.
والحال نفسه في الفكر الفرنسي من جان جاك روسو إلى غوستاف لوبون،إلى لامرتين إلى غارودي وغيره،كُلُّهم يتحدث عن الإسلام بشهادات قيمة،ويتحدث عن النبي صلَّى الله عليه وسلم بشكل جميل ومدح كبير رَغْمَ أنَّهم لم يسلموا.إذًا؛ فالخوف من الإسلام ليس له ما يُبرِّره حضاريًّا]
www.alukah.net/sharia/0/6342/#ixzz5jFbPajcr
خامساً:إن من أهم من نتائج ظاهرة “الإسلام فوبيا” العداء المطلق للإسلام ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم وللقرآن الكريم ولأعلام المسلمين.
وبدت هذه النتائج والآثار واضحة في كتابات عددٍ من مفكري وفلاسفة الغرب قديماً كما فعل الكاتب والفيلسوف الفرنسي الشهير (فولتير) الذي عاش في القرن الثامن عشر في مسرحيته بعنوان”محمد أو التعصُّب” فقد وصف فيها الرسولَ صلى الله عليه وسلم بأنه كان سفَّاكًا للدِّماء، غادرًا،لا خُلُق له،ومحباً للملذات الجسدية. ويقال إن (فولتير) قدر رجع عن أفكاره السيئة تلك آخراً وذكر الإسلام ونبيه بخيرٍ وثناءٍ طيبٍ.
وفي سنة 1988م ألف الكاتب البريطاني من أصلٍ هندي روايته الشهيرة (آيات شيطانية) التي تضمنت إساءةً للإسلام وتهجماً على رموزه.وقد نشر الداعيةُ المسلم أحمد ديدات كتابه«شيطانية الآيات الشيطانية وكيف خدع سلمان رشدي الغرب» وبين أكاذيبه.
ومن أشهر الأحداث المسيئة للإسلام ورموزه في الفترة الأخيرة الرسومات الكاريكاتورية المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم والتي نشرتها صحيفة دنماركية سنة 2005م. وغير ذلك كثير.
ومن النتائج الخطيرة لظاهرة “الإسلام فوبيا” بعثُ روح الحروب الصليبية من جديدٍ،وقد ظهر هذا واضحاً في الكلمة المشهورة عن الجنرال الفَرَنسي غورو عند قبر صلاح الدين الأيوبي في الجامع الأموي بدمشق،حيث ركل القبر برِجلهِ وقال:”ها قد عدنا يا صلاحَ الدين”
وفي العصر الحاضر قال الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون في كتابه “الفرصة السانحة” لقد انتصرنا على العدو الشيوعي ولم يبق لنا عدو إلا الإسلام” وكرر العبارة ذاتها في كتابه” نصر بلا حدود”,
وقال الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان بعد انهيار الاتحاد السوفياتي:”فرغنا من الشيوعية ولم يبق إلا الإسلام”
ولما أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش الحربَ على العراق سنة 2003م وصفها بأنها “حملة صليبية” ضد الإرهاب كما زعم.
وفي وقتنا الحاضر هنالك نتائج كثيرة لظاهرة “الإسلام فوبيا” كالاستفتاء ضدَّ بناء مآذن المساجد في سويسرا ،وكذلك حظر الحجاب في بعض الدول الأوربية. والتضييق على المسلمين المهاجرين في مختلف الدول على تفاوت بينها.
ومن آخر النتائج الخطيرة لظاهرة “الإسلام فوبيا” الجريمة البشعة التي ارتكبت في نيوزيلندا ضد المسلمين في الشهر الحالي حيث قتل المجرمُ خمسين مسلماً في مسجدين دونما ذنبٍ اقترفوه إلا أنهم مسلمون!
سادساً:إن الواجب الشرعي تجاه ظاهرة “الإسلام فوبيا” يقتضي منا أموراً كثيرة لا يتسع المقام لتفصيلها وأذكرها بإيجاز:
مطلوبٌ منا أن نفهم الإسلام فهماً صحيحاً كما فهمه سلف الأمة.
يجب على العلماء والدعاة نشرُ مبادئ الإسلام الصحيح بين المسلمين.وأن دين الإسلام مستمدٌ من القرآن الكريم والسنة النبوية، وأنه دينٌ شاملٌ لكل مناحي الحياة .
والواجبُ على العلماء والدعاة تحذيرُ المسلمين من تحريف الإسلام بوصفاتٍ غربيةٍ مثل “الإسلام على الطريقة الأمريكية”،كما يروج الأذناب ومشايخ السلطان.
والواجبُ على العلماء والدعاة شرحُ حقائق الإسلام لغير المسلمين بطريقةٍ تقربه إلى عقولهم وقلوبهم.ونشرُ ذلك بالوسائل المعاصرة.
وخلاصة الأمر أن المعنى الحرفي لعبارة (إسلام فوبيا):الخوف من الإسلام،وتفيد أيضاً الخوف من المسلمين.
وأن ظاهرة (الإسلام فوبيا) هي ظاهرةٌ قديمةٌ ومتجددةٌ.
وأن من أسباب انتشار ظاهرة التخويف من الإسلام (الإسلام فوبيا) في العالم الغربي استرجاعُ حوادث تاريخية في الصراع بين المسلمين وأعدائهم من الفرنجة،والجهـلُ الواضح بدين الإســلام،ودورُ اللوبي اليهودي وأدواته الفاعلة،وخلطُ الثقافة الغربية الحديثة بين الدين الإسلامي وواقع المسلمين وتصرفات أفرادهم،والحقدُ الدفين على الإسلام والمسلمين لدى عدد من زعماء الغرب وقادة بعض الكنائس.
وأن هنالك جهاتٍ عديدةٍ في العالم العربي تساوقت مع ظاهرة التخويف من الإسلام (الإسلام فوبيا).
وأنه لا بدَّ من تذكير الغربيين بالجانب الإيجابي الذي وقفه كبار المفكرين الغربيين من الإسلام ورموزه.
وأن من أهم من نتائج ظاهرة “الإسلام فوبيا” العداء المطلق للإسلام ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم وللقرآن الكريم ولأعلام المسلمين.
وأن هنالك نتائج كثيرة لظاهرة “الإسلام فوبيا” في وقتنا الحاضر كالاستفتاء ضدَّ بناء مآذن المساجد في سويسرا ،وكذلك حظر الحجاب في بعض الدول الأوربية. والتضييق على المسلمين المهاجرين في مختلف الدول على تفاوت بينها.
ومن آخر النتائج الخطيرة لظاهرة “الإسلام فوبيا” الجريمة البشعة التي ارتكبت في نيوزيلندا ضد المسلمين في الشهر الحالي حيث قتل المجرمُ خمسين مسلماً في مسجدين دونما ذنبٍ اقترفوه إلا أنهم مسلمون!
وأنه مهما كانت العداوة لدين الإسلام فسيعمُّ الدنيا كلها كما أخبر الصادقُ المصدوقُ صلى الله عليه وسلم:( ليَبْلُغن هذا الأمرُ ما بلغ اللَّيل والنَّهار، ولا يترك اللهُ بيت مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلَّا أدخله اللهُ هذا الدِّين، بِعِزِّ عَزِيزٍ أو بِذُلِّ ذَليلٍ، عِزًّا يُعِزُّ الله به الإسلام،وذُلًّا يُذِلُّ الله به الكفر) رواه أحمد والطبراني والبيهقي والحاكم وصححه العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة.
والله الهادي إلى سواء السبيل
(المصدر: شبكة يسألونك الإسلامية)