رأي في إقامة صلاة الجمعة والجماعات
بقلم د. سعد الكبيسي
بعد الإعلان عن انتشار فيروس كورونا كوباء عالمي، ولأجل الضرر المحقق لهذا المرض، وبعد إفتاء العديد من المؤسسات الشرعية العالمية والمحلية، أقول الآتي:
1_ لا ينبغي التورع في هذا المقام عن الجزم بضرورة ترك الجمعة والجماعات، مع ترك كل الأماكن المزدحمة في البلدان التي ثبت تواجد المرض فيها.
2_ ترك الأمر لتقدير عموم الناس غير صحيح، لأن الضرر متعد وتقديرات الناس مختلفة، وفيهم العارف والجاهل، فلا بد من حسم الأمر في الموضوع وعدم تركه للتقديرات التي ستكون باهظة الكلفة في الأرواح عند الخطأ فيها.
3_ ما قيل من تجنب من ظهرت عليه أعراض المرض فقط غير صحيح، لان الشخص قد يكون حاملا للمرض وهو لا يدري!!!، ولا تظهر عليه الاعراض الا بعد مدة من 5_ 14 يوما، وفيها قد يكون قد نقل المرض لأشخاص عدة.
4_ تركت الجماعات في الشريعة لما هو أدنى وأقل من ذلك مثل المطر، افلا تترك لأجل الخوف من المرض الذي قد يسبب الوفاة ، وإن الله يحب أن تؤخذ رخصه كما تؤخذ عزائمه.
5_ أثر حصول الخطأ شرعا وعقلا في ترك الجماعات أقل ضررا من أثر الخطأ في ذهاب الأنفس التي حفظها من مقاصد الشريعة الكبرى.
6_ إن الاجراءات الاحترازية في الأماكن المزدحمة هي مجرد اقتراحات، وإلا عمليا فان هذه الاجراءات صعبة التطبيق دائما، وخرقها سهل، وإن خرقها من قبل البعض متعدي الضرر ولا يقتصر على المريض وحده.
7_ إن تعليق الجماعات لاسبوع او اسبوعين او أكثر نافع في السيطرة على المرض والحد من انتشاره.
8_ التفريق بين ترك الجماعات وبين ترك المدارس والجامعات والأسواق ووسائل النقل العامة في الحكم تفريق غير شرعي ولا عقلي ولا منطقي، فالعدوى ممكن ان تكون في كل هذه الأماكن.
9_ كلامنا أعلاه هو عن الشخص السليم، أما الشخص المصاب او الذي يشك بالإصابة او كان يعرف من نفسه أنه ضعيف المناعة فهذا يحرم عليه الاقتراب من أي تجمع كان.
10_ ويتأكد هذا المنع في الدول التي تعاني من سوء الخدمات الصحية الوقائية منها والعلاجية.
11_ لقد صغت هذا الرأي بعد أن استقيت معلوماتي الطبية من الدكتور أحمد حردان المحمدي وهو طبيب عراقي شهير ومستشار في منظمة الصحة العالمية ومتخصص في الأوبئة جزاه الله خير الجزاء.
12_ وأخيرا فإنما هو رأي شخصي أراه، وأدين الله به، فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي.
حفظ الله الجميع من كل سوء وكتب الشفاء للمرضى والمبتلين.
(المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)