مقالاتمقالات المنتدى

ذكری النّكبة الثّانية لفلسطين

ذكری النّكبة الثّانية لفلسطين

 

بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

 

في الذّكرى السّابعة والخمسين للنّكبة الثّانية لفلسطين نقول للإخوة المسلمين: لقد اختار ربّ العالمين المسجد الأقصى المبارك من القدس واختار القدس من فلسطين واختار فلسطين من الشّام ففلسطين وما فيها وما حولها خيار من خيار من خيار ومباركة الدّيار والثّمار ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ﴾.

ومعلوم أيّها المؤمنون أنّ فلسطين بلد عربيّ مسلم وهي أهمّ بقعة في بلاد الشّام وقد فتحها الإسلام وحرّرها الإسلام ولن تتحرّر إلا بالإسلام! وإلى الأقصى المبارك كانت رحلة الإسراء المنيف ومن هناك كان المعراج الشّريف قال اللّه تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ وإذا كان مولانا قد بارك حول المسجد الأقصى فحلول البركة فيه من باب أولى وقد فتحت القدس سلما بدون حروب واستلم مفاتيحها عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه من (البطريق صفرونيوس) عام 16 هجريّة ولا جرم أنّنا قوم أعزّنا اللّه بالإسلام ومهما ابتغينا العزّة بغيره أذلّنا اللّه!

وحين ابتعدنا عن ديننا شيئا فشيئا سلّط اللّه ﷻ علينا من لا يخافه ولا يرحمنا فغاصت خيول الفرنجة الصّليبيّين في دماء المسلمين وقد ظنّ العدوّ والحبيب والبعيد والقريب أنّه لن تقوم للمسلمين قائمة بعد اليوم! ولكنّ الحيّ القيّوم ناصر لدينه ومتمّ لنوره وحافظ لشريعته فبعث لهذه الأمّة العظيمة البطل الهمام صلاح الدّين الأيّوبيّ ليس بعربيّ ولا فلسطينيّ ولكنّه مسلم كرديّ حرّكته عقيدته ودفعه إيمانه ونادى في كلّ ناد على رؤوس الأشهاد: (حيّ على الفلاح حيّ على الجهاد)! فلبّی المسلمون نداءه وأتوا إلی بلادنا المباركة زرافات ووحدانا ووقعت معركة (حطّين) الخالدة بين جند الرّحمن وأولياء الشّيطان وانتصر الحقّ على الباطل في إحدی أهمّ معارك الإسلام ووقف التّاريخ خاشعا أمام هذا الانتصار وسجّله بمداد من أنوار على صحف من قلوب الأبرار وتلا فم الزّمان عبر السّنين أنشودة الفتح المبين بعد تحرير أولى القبلتين!

وبعد مئات السّنين وفي سنة 1948م حدثت النّكبة الأولى لفلسطين وفي سنة 1967م حدثت النّكبة الثّانية! والحقّ يقال: لو أنّ غير شعبنا المفضال تعرّض لمجازر تشيب من سماعها رؤوس الأطفال لاستسلم في الحال ولرفع الرّايات البيضاء للاحتلال! ولكنّنا بعون ربّنا الكبير المتعال مرابطون صامدون باقون ما بقي الزّعتر والليمون والتّين والزّيتون! نقول في الختام للأحبّة الكرام: يستحيل تحرير فلسطين علی أيدي العلمانيّين والقوميّين وستتحرّر علی أيدي الغرّ الميامين مصداقا لقول اللّه ربّ العالمين: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى