إعداد نبيل غزال
(د.عبد الله الشارف: أستاذ علم الاجتماع والفكر المعاصر بكلية أصول الدين بتطوان).
1- بداية ما هو الإلحاد ومن هم رموزه؟
الإلحاد مذهب فلسفي وعقدي، ظهر في أوربا مع انتشار المذاهب المادية والعلمانية التي نتجت عن الصراع بين العلماء وأصحاب الكنيسة قبل بضعة قرون.
وعملت الشيوعية على نشره في العالم، كما عمل على نشره الاستعمار الغربي، ثم الغزو الفكري، ثم العولمة الثقافية المعاصرة.
ومن رواده وأقطابه ومؤسسيه: ديكارت، وفولتير، وماركس، وانجلز، ودارون، ودوركايم، وسارتر.
وقد عمل اليهود على نشره في العالم من خلال المنابر الإعلامية، والجمعيات اللادينية الهدامة… للقضاء على الأديان والقيم، وذلك من أجل التحكم في العالم.
2- من هي الفئات التي ينتشر بينها الإلحاد؟
إن الفئات التي ينتشر فيها الإلحاد، هي فئات الشباب والطلبة، وبعض أدعياء الثقافة من العلمانيين والحداثيين.
3- ما هي أسباب انتشار ظاهرة الإلحاد في المغرب؟
هناك أسباب كثيرة دفعت بهؤلاء إلى الإلحاد منها:
1)- وسائل الإعلام المسموعة والمرئية (الفضائيات).
2)- المواقع الإلكترونية المتخصصة في نشر الإلحاد.
3)- المواقع الإلكترونية المتخصصة في التنصير.
4)- الكتاب المدرسي مادة الفلسفة، بما يتضمن من نصوص فلسفية غربية، تدعو إلى التحرر من الدين والتراث.
5)- ضعف التربية على القيم الدينية والأخلاقية في المدرسة والجامعة والمجتمع…
6)- تراجع وانحسار دور العلماء في القيام بواجب الدعوة والرد على الملاحدة والحداثيين.
7)- تخلي الآباء والأمهات عن واجب التربية الدينية لأبنائهم، القائمة على محبة وتقديس الهوية الدينية والثوابت والأخلاق السامية.
8)- إعجاب الشباب وانبهارهم بالحضارة الغربية وتقمصهم للقيم الغربية الإلحادية واللادينية.
4- كيف أثرت الموجة الإلحادية الغربية في شرائح من المجتمع المغربي؟
إن ضعف الإيمان والثقافة الإسلامية وانعدام التربية الاسلامية، إضافة إلى العوامل والأسباب المشار إليها، كل ذلك جعل من السهل أن يؤثر الإلحاد في ضعاف النفوس والعقول.
5- هل ترى أن الإلحاد سيحقق مزيدا من الاكتساح؟
إذا استمر الوضع الديني والثقافي في التدني والتدهور، فإن الإلحاد سيزداد انتشارا. لكن في رأيي لن ينال من صلابة هوية المغاربة، وتمسكهم بثوابتهم. بل أني أعتبر هذه الظاهرة “موضة” من الموضات، وقد سبقتها موضة الماركسية في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي ثم أفلت، وكثير من الملاحدة يتوبون ويرجعون، كما تاب ورجع كثير من المتمركسين من الشباب المغربي…
6- الرقابة ولت في زمن الثورة المعلوماتية ومواقع التواصل الاجتماعي.. في ظل هذه المستجدات ما هو دور وزارات الإعلام والتعليم والثقافة إزاء المد الإلحادي المنظم؟
لا ينتظر من وزارات الإعلام والتعليم والثقافة والأوقاف أن تفعل شيئا فيما يخص هذا الأمر، لأنه يتعارض مع حقوق الإنسان، وأهداف الانفتاح والتواصل مع الآخر، واحترام الأديان والعقائد. والله المستعان.
(المصدر: هوية بريس)