دينُك لحمُك ودَمُك
بقلم الشيخ محمد الصادق مُغَلِّس (خاص بالمنتدى)
يبتعد المسلم العاقل الحريص على دِينه عن مُروِّجي الشبهات والتشكيكات ابتعاداً أعظم من ابتعاد صاحب الجواهر الثمينة عن مواطن اللصوص والنهابين، قال تعالى : {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}.
وهذا الابتعاد هو لحماية الدِّيْن الشخصي للمسلم ، أما الدِّيْن الذي أنزلَه الله فهو قويٌّ محفوظ لا يهزُّه طنين أهل الزيغ، والعاقل يحمي جسده من الأمراض والأوبئة حتى مع وجود الدواء، فَرُبَّ مرضٍ يكون فيه الهلاك، ورُبَّ شبهة أفسدت على المسلم دِينه، فالابتعاد التام عن المُشَكِّكِين وبرامجهم فيه السلامة.
ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إتيان الدَّجال اجتناباً لشبهاته، ففي الحديث الصحيح الذي أخرجَه أبو داود بإسناده عن عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ (أي فليبتعد عنه)، فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ، مِمَّا يُبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ}.
نسأل الله العافية.