دعوة التعايش مع المحتل باطلة
بقلم الشيخ الداعية: عمر فورة “رئيس ملتقى دعاة فلسطين” (خاص بالمنتدى)
إن التعايش والسلام مع اليهود والإسرائيليين الصهاينة في ظل احتلالهم لفلسطين، وتدنيس مقدسات الأمتين العربية والإسلامية لا يجوز مطلقًا.
فإن اليهود تحولوا إلى أعداء للأمتين العربية والإسلامية بعد اغتصاب فلسطين، وتدنيس المسجد الأقصى، واعتقال العباد، والاعتداء على الحُرمات الإسلامية؛ فلم يعد هناك أي معنى للتعايش معهم.
نعم إن الدين الإسلامي هو دين الإنسانية، ودين القيم والفضيلة والتعاون والتعايش والسلام مع جميع الأديان السماوية، فإن التعايش مع اليهود عبر قرون من الزمن في المغرب وبلاد الشام والحجاز كان قائمًا على أساس المواطنة والاحترام والتعاون الإنساني؛ لكن عندما احتل اليهود فلسطين، ودنسوا الأقصى، واعتدوا على العباد والحُرمات، لم يعد هناك معنى للتعايش مع اليهود مطلقًا.
فإن ما يجري اليوم من هرولة عربية للتطبيع مع إسرائيل، رغم اغتصاب الأراضي الفلسطينية لا يجوز مطلقًا؛ إلا بعد استرجاع كامل تراب المسلمين، وإعادة الحقوق المسلوبة لأصحابها.
وفيما يتعلق بتطبيع المناهج العربية- لا سيما دولة الإمارات- للتعايش مع اليهود في ظل احتلال فلسطين لا يعتبر تعميمًا على الأمة، وليس من كتبه إمام المسلمين أو حاكمهم الذي يتوفر فيه إمامة المسلمين، وهذا كله نوع من التقارب مع اليهود رغم اغتصابهم البلاد، وانتهاكهم حرمات المسلمين”.
فإن على علماء الأمةدور كبير منوط بهم، لأن العلماء هم ضمير الأمة وقلبها النابض، ويقع عليهم مهمة تفنيد ودحض كل أشكال التمييع والتركيع مع اليهود”.
فإن اليهود يُريدون التعايش السلمي والاقتصادي مع العالم العربي والإسلامي دون إعطاء الناس حقها في أرضها ومقدساتها.
ففي ظل فساد الأمراء لا بد أن يقوم العلماء بدورهم في توضيح الأمور الصحيحة، وهم العقل المفكر للأمة، سواء علماء الدين، أو العلوم الاجتماعية، والطب والهندسة، عليهم جميعًا أن يوضحوا للناس الحقيقة؛ وإلا فإن الله سيسألهم عن إخفاء قول الحق في وجه سلطان جائر.
وإن ما يُشار إليه بأن نشطاء التواصل الاجتماعي تداولوا صورًا لمنهاج اللغة العربية في دولة الإمارات المتحدة يدعون فيه إلى التعايش بين الأطفال المسلمين واليهود، هذا ينم على عدم الوعيٍّ بقضية الأمة المركزية، والهروب من المسؤولية الدينية من أجل التمتع بزيف الدنيا وحطامها، وانحراف البوصلة عن وجهتها الحقيقية.