مقالاتمقالات المنتدى

دعم المرابطين في الأرض فرض لا منّة ولا سنّة (٢)

دعم المرابطين في الأرض فرض لا منّة ولا سنّة (٢)

 

بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

 

قال اللّه عزّ وجلّ: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ إعلموا معشر المسلمين أنّ اللّه ربّ العالمين هو الذي عقد بين قلوب عباده المؤمنين عقد الأخوّة في اللّه إلی يوم الدّين وهو الذي ربط بينهم بأهمّ رابطة هي الأخوّة الصّادقة فأصبحوا بحقّ كتلة صلبة قويّة يشعر كلّ واحد منهم بمعاناة إخوانه في اللّه في مشارق الأرض ومغاربها ويؤدّي ذلك حتما للإيثار والحبّ والرّحمة والتّكافل والنّصرة ومدّ يد العون لأصحاب البلوی ومن ثمّ التّعاون على البرّ والتّقوى

قال خير الوری ﷺ: {أحَبّ النّاسِ إلى اللّهِ أنفعُهم للنّاسِ وأحَبّ الأعمالِ إلى اللّهِ عزّ وجلّ سُرورٌ تُدخِلُه على مُسلمٍ تَكشِفُ عنه كُربةً أو تقضِي عنه دَينًا أو تَطردُ عنه جوعًا وَلأَن أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ أحَبّ إليّ من أن اعتكِفَ في هذا المسجدِ يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا وَمن كَظم غيظَه وَلو شاءَ أن يُمضِيَه لَأمضاه مَلأ اللّهُ قلبَه يومَ القيامةِ رِضًا وَمن مَشى مَع أخيه في حاجةٍ حتّى يَقضِيَها له ثبّتَ اللّهُ قدمَيه يومَ تزولُ الأقدامُ}

لا جرم أنّ هذا غير مقتصر أيّها المحسنون الكرام على النّفع العامّ ولكنّه يمتدّ ليشمل النّفع المادّيّ والمعنويّ وفي مقدّمة ذلك الدّعم الماليّ والإعلاميّ وغير ذلك من صور النّفع التي ستجعل صاحبها يشرف بحبّ اللّه ﷻ في يوم الجمع! قال ﷺ: {المُسلِمُ أخو المُسلِمِ لا يَظلِمُهُ وَلا يُسلِمُهُ وَمَن كانَ في حاجَةِ أخِيهِ كانَ اللّهُ في حاجَتِهِ وَمَن فَرّجَ عَن مُسلمٍ كُربَةً فَرّجَ اللّهُ عَنهُ كُربَةً مِن كُرُبَاتِ يَومِ القِيَامَةِ وَمَن سَتَرَ مُسلِمًا سَتَرَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ} وقال ﷺ: {المُؤمِنُ لِلمُؤمِنِ كَالبُنيَانِ يَشُدّ بَعضُهُ بَعضًا} وَشَبّكَ بينَ أصابعِه!

وختاما: من لم يهتمّ بإخوانه المنكوبين المرابطين الصّابرين يكون حتما من النّادمين!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى