بقلم د. محمد عياش الكبيسي
بعد مضيّ عقد ونصف على الاحتلال تبقى مسائل الخلاف هي هي ..وبذات الأساليب والألفاظ والاتهامات المتبادلة..هذا يعني أن الناس منقطعة بينهم أسباب التواصل والتحاور وحتى الثقة ..والخطورة هنا أنه حتى لو اتيحت فرصة للتغيير فلن نستفيد منها ..لأن ثقافة الإقصاء واحتكار الحق والحقيقة قد دمّرت الأسس التي يمكن أن نبني عليها أي مشروع..
عدم وجود قاعدة بيانات أو معلومات مشتركة ومتاحة لكل الأطراف جعل التصورات الأولية مختلفة، وبالتالي فالأحكام والنظريات مختلفة أيضا لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره
تحول النقاش في كثير من الأحيان من الرغبة في الحل إلى شهوة الظهور وتسجيل المواقف قد حال دون التقرب من الحل بل جعلنا نبتعد أكثر
رغم قلة خبرة المجتمع العراقي بالممارسات السياسية إلا أنه هناك نوع من الغرور يمنعه من الاستفادة من تجارب الآخرين، فهذه بالجوار التجربة التركية الرائدة ..ولكن صدقوني أيها الإخوة أني وجدت بعض العراقيين حينما تتاح له فرصة لمقابلة رواد التجربة التركية أو الماليزية أو المغربية يذهب بروح المعلّم وليس بروح المتعلم ..العراقي يفهم بكل شيء في الفقه والعقيدة والسياسة والتاريخ وهو يحيط بكل المعلومات ويعرف كل الأسرار والأخبار!! ..لكنه مظلوم ..هذه هي النفسية التي يعرض فيها نفسه للآخرين
أنا أقول لكم : مشكلتنا ليست في الانتخابات ولا في النسب مع المكونات الأخرى ..بل لو كنا لوحدنا في هذا البلد فإننا سنختصم وسنتقاتل.. المشكلة قبل كل شيء تنبع من داخل أنفسنا “ميدانكم الأول أنفسكم فإن قدرتم عليها كنتم على غيرها أقدر”
أخوكم محمد عياش الكبيسي
(المصدر: صفحة د. محمد عياش الكبيسي على الفيسبوك)