درس الإرادة!
بقلم د. فؤاد البنا
إن الرجال الذين يصاولون ويجاولون في أكناف بيت المقدس إنما هم ثمرة رجل (شُلّت أعضاؤه) ولم (تُشل عزيمته)، عاشوا تحت سلطات (الاحتلال) الغاصب سنين عددا، لكن قلوبهم ظلت تكتنز قيمة (الحرية) عاضّين على كرامتهم وإبائهم بالنواجذ!
ولقد جعل قتلة الأنبياء من غ.زة (سجنا) لهم، لكن إرادتهم ظلت (طليقة)، مما جعل جوارحهم تستمر في العمل بلا كلل ولا ملل من أجل انتزاع حقوقهم!
ولقد حاول الغزاة (إطفاء) آمالهم ودفن عزائمهم في أجداث اليأس ومدافن القنوط، لكن شموع رجائهم لم تنطفئ، بل استمرت شموس آمالهم في (التوهج) من دون حدود، موقنةً بانبلاج فجر جديد وميلاد صباح أجمل!
وصحيح أن الأعداء قد نجحوا في (اغتيال) بعض قادتهم الكبار، لكنهم لم ينجحوا في اغتيال ذرّة من إيمانهم، بل زادت الاغتيالاتُ إيمانَهم (حياة) مُمداً سائر شعب الحياة بالقوة والحيوية!
إنه الإيمان الذي يمدهم بدوافع العمل وحوافز الدأب، ويمنحهم طاقات الثبات أمام أعاصير الاجتثاث والتصدي لأحابيل المؤامرات!
وهو الإيمان الذي أثمر أعمالا لم تتوقف عن الانبثاق والتفتق في محراب العبودية الشاملة لله، وزاد من فاعلية انغراسهم في أعماق الأرض، حتى تتحقق فيهم سنة الله بأن الزبَد يذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.
فأين من يستفيدون من درس الإرادة الذي سطره رجال غ.زة بعرقهم ودموعهم ودمائهم؟!
