”درء تعارض العقل مع النقل” بين المتشددين والحدثيين
بقلم د. بلخير طاهري الإدريسي الحسني
خير العلوم ما اصطحب فيه العقل والشرع.
جاء في الأثر الصحيح : ” يحمِلُ هذا العلمَ من كلِّ خلَفٍ عدولُه ينفونَ عنهُ تحريفَ الغالينَ وانتحالَ المبطلينَ وتأويلَ الجاهلين”.
#قال الإمام الغزالي :” و أشرف العلوم ما ازدوج فيه العقل والسمع، واصطحب فيه الرأي الشرع، وعلم الفقه وأصوله من هذا القبيل، فإنه يأخذ من صفو الشرع والعقل سواء السبيل، فلا هو تصرف بمحض العقول، بحيث لا يتلقاه الشرع بالقبول، ولا هو مبني على محض التقليد، الذي لا يشهد له العقل بالتأييد والتسديد” المستصفى.
#و قال الإمام الشاطبي:” الأدلة الشرعية ضربان :
أحدهما : ما يرجع إلى النقل المحض، والثاني : ما يرجع إلى الرأي المحض .
وهذه القسمة هي بالنسبة إلى أصول الأدلة ، وإلا فكل واحد من الضربين مفتقر إلى الآخر; لأن الاستدلال بالمنقولات لا بد فيه من النظر كما أن الرأي لا يعتبر شرعا إلا إذا استند إلى النقل” الموافقات.
========#إذن :
#أولا: فلا تعطل عقلك بحجة اتباع الكتاب والسنة، فإنك سوف تقع بين ظاهرية جامدة، أو باطنية فاسدة.
#ثانيا: لا تسفه رأي غيرك إن قصر عقلك عن إدراك ما وصل إليه عقل غيرك.
#ثالثا: النص منشئ والعقل كاشف.
#رابعا: النص محدود في الفاظه، و العقل ممدود في عطائه باستنطاق نصه.
#خامسا: العقول السليمة هيهات أن تتعارض مع النصوص الصحيحة.
#سادسا: قال تعالى (ألف بين قلوبهم) ولم يقل (ألف بين عقولهم)، فقد اختلف معك، ولكن لا أكرهك.
#سابعا: كلما كثرت العقول على معنى، كلما ارتقى إلى درجة الإطمئنان.
#ثامنا: لا سبيل إلى إدراك نصوص الشرع من غير إعمال العقل.
#تاسعا: العقل هو مناط التكليف، ولهذا إذا أخذ الله ما أوهب أسقط ما أوجب.
#عاشرا: كل العقول في روائزها لها نفس المستوى، ولكن تربية الملكة وحدة الذكاء، وقوة القريحة، هي راجعة إلى إدمان النظر، و عون من الله بفتح مغاليق النظر.
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} (201 الأعراف).
وقال تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} (43 العنكبوت)
المصدر: رابطة علماء أهل السنة)