مقالات

خمس مراحل لدراسة الفقه

بقلم الشيخ علي بن محمد العمران

سأطرح هنا طريقة في دراسة الفقه، تصلح كلُّ مرحلة أن تعدّ طريقة برأسها، فيمكن لطبقةٍ معينة من الدارسين أن تقتصر على طريقة منها، إن كانت القدرات الذاتية أو العمل أو التخصص أو الوقت لا يسمح بمواصلة دراسة المراحل جميعها.

كما يمكن في الوقت نفسه لمن تجاوز مرحلةً ما أن ينتقل إلى التي بعدها، ليرتقي في مدراج التفقه ليبلغ الغاية بإذن الله، ونجمل ذلك في عدة مراحل:

المرحلة الأولى:

دراسة كتاب كامل في الفقه، ويُراعى أن يكون مختصراً، سواء كان فقها مذهبيًّا أو ليس كذلك، ويفضل دراسته على عالم ما أمكن، فإن لم يمكن فبالاستماع إلى أشرطة تشرحه وهي كثيرة، وإن لم يتيسّر فبقراءته مع أحد شروحه وتدوين ما أشكل أو بَعُد عن الفهم للسؤال عنه عبر وسائل الاتصال المختلفة. ولن يعدم الباحث عن العلم من مرشد.

المرحلة الثانية:

الرجوع لدراسة الكتاب نفسه مع أحد شروحه، أو دراسة كتاب آخر أوسع منه بشكل أعمق، ويركز في هذه المرحلة على نوعين من المسائل:

1- كتاب العبادات؛ لأنه لا يخلو كل إنسان من التكليف بها.

 2- التركيز على ما يهمه من مسائل المعاملات ونحوها، وتأخير دراسة ما لا يحتاج إليه، فمثلاً كتاب “العتق، والقضاء، والشهادات، والإقرار، ولا الحدود…” لا يحتاج إلى النظر فيها وتطبيقها غالب الناس. ودراسة مسائل هذه المرحلة ترتكز على أمرين: تصور المسائل بشكل واضح، ومعرفة الفرق بين المسائل، ثم معرفة الراجح من الأقوال المختلفة بدليله وتعليله والإجابة عن الاعتراضات الواردة على الترجيح.

 المرحلة الثالثة:

بعد هذه المرحلة على الدارس أن يُعنى بتحرير المسائل، فيختار طائفة منها ليكتب فيها بحوثًا موسّعة يستقصي فيها الأقوال والأدلة والمناقشة والترجيح. ويمكن أن يركز على رؤوس المسائل أو ما كثر الخلاف حوله.

 وفائدة هذه البحوث: تكوين المَلَكة الفقهية والتمرّس على النظر في المسائل، الذي يفضي إلى قضية مهمة وهي معرفة الراجح في هذه المسائل باطمئنان معتمداً على النظر الخاص والاجتهاد الشخصي..

 المرحلة الرابعة:

في هذه المرحلة يعنى بدراسة ترجيحات واختيارات العلماء المحققين المجتهدين، الذين ربطوا الفقه بأصوله، وحرروا الأصول والقواعد؛ كابن تيمية وابن القيم وابن رجب والشوكاني والأمين الشنقيطي والمعلمي وغيرهم.

 المرحلة الخامسة:

العناية بالدراسات المعاصرة التي تتميز بالقوة العلمية وتأصيل المسائل، أو تُعنى بالمسائل المشكلة وحلها، أو تعنى بفقه النوازل المختلفة.

 ومن وصل إلى المرحلة الثالثة فما بعدها؛ فلا بدّ له من الاهتمام بعدة علوم مساعدة لا تكتمل آلة الفقيه المجتهد إلا بها، وهي ثلاثة علوم: علم الحديث، وعلوم اللغة، وعلم أصول الفقه. وكلما حقق هذه العلوم وتعمق في مسائلها انعكس إيجاباً على دارس المتفقه والعالم.

 والحمد لله رب العالمين.

المصدر: شبكة الألوكة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى