خطيب وحفيظ.. برامج تركية لتعزيز الدين بالمناهج الدراسية
تبذل تركيا مساعي حثيثة لترسيخ تعاليم الإسلام في النظام التعليمي ونقل معهد “غولد ستون” الأميركي عن صحيفة “جمهوريت” التركية أن إدارة الشؤون الدينية ستتلقى زيادة قدرها (حوالي 350 مليون دولار) لتعزيز ميزانيتها لسنة 2019 التي ستبلغ حوالي 1.8 مليار دولار.
وتحمل هذه الجهة الرسمية التي تعرف باسم “ديانت” على عاتقها مسؤولية تحويل النظام التعليمي حيث إنها تشارك بشكل كامل في إعادة تشكيل المناهج الدراسية.
وعقب إلغاء الحد الأدنى لسن الدراسات القرآنية في تركيا سنة 2011، عملت “ديانت” على تطبيق مشروع بعنوان “التعليم الديني قبل سن المدرسة من خلال دروس القرآن” الذي يقوم على تعليم القرآن الكريم “والمعلومات الإسلامية الأساسية” للأطفال بين 4 و6 سنوات.
وسنة 2016، وقعت وزارة التعليم ورئاسة الشؤون الدينية “بروتوكول تعاون في مجال التعليم” الذي يقضي بتحويل منشورات “ديانت” والمحتوى الرقمي الذي تقدمه إلى محتوى ومواد قابلة للتدريس.
طالبات بإحدى المدارس الدينية ضمن برنامج “إمام خطيب” في مدينة إسطنبول (رويترز) |
وأفاد الموقع أنه في إطار شراكة بين وزارة المالية و”ديانت” نشأ “مشروع تدريب حفيظ” الهادف لتربية الأطفال عن طريق تعليمهم الانضباط الديني. كما يقوم طلبة المدارس المتوسطة في معاهد التكوين الديني -التي تعرف باسم “إمام خطيب”- بحفظ القرآن كاملا.
نتيجة لذلك، ارتفع عدد مدارس “إمام خطيب” من 450 مدرسة سنة 2002، ليبلغ 4112 مدرسة سنة 2017. يٌذكر أن هذه المدارس التي افتتحت سنة 1924 تعمل على تهيئة الطلبة للعمل أئمة وخطباء بالاعتماد على الأموال الممنوحة من طرف السلطات الحكومية لإعادة تشكيل النظام التعليمي.
وقد أصدرت الحكومة سنة 2017 تشريعا يقضي بتخفيض عدد السكان الأدنى المطلوب للسماح بفتح مدارس “إمام خطيب” من 50000 ساكن إلى 5000 فقط، مما يمهد الطريق لإنجاح مبادرة “مدرسة إمام خطيب في كل حي”.
وقد منحت الحكومة الضوء الأخضر لإعادة تأسيس المدارس الدينية، وذلك بعد إلغائها سنة 1924 وممارسة العدد المتبقي منها لنشاطها بصفة غير شرعية في جميع أنحاء البلاد منذ ذلك الحين.
ويشير موقع “غولد ستون” إلى أن علي أرباش رئيس “ديانت” قام بزيارة جامعة إيرين بمحافظة بدليس، ووجه طلبا باستفادة الجامعات والمدارس الدينية من بعضها البعض. كما سبق لمحمد غورماز الرئيس السابق لديانت أن طالب الحكومة بإضفاء الشرعية على المدارس الدينية سنة 2016.
ونقل الموقع تصريح الرئيس رجب طيب أردوغان في أعقاب موافقته على هذا الطلب، بالقول “عندما أغلقت الحكومة المدارس الدينية خلقت فراغا اجتماعيا أكبر”. إن مدارس (إمام خطيب) وأقسام تدريس المواد الدينية داخل الجامعات مهمة للغاية، لكنها لم تصل بعد إلى مستوى معرفة المدارس الدينية”.
وعملت “ديانت” على زيادة نشاطاتها في مهاجع الطلاب، على غرار تجربتها لمشروع التوجيه الروحي سنة 2016، مما أدى لتعيين 559 مرشدا روحيا بالعديد من المهاجع خلال تلك السنة فقط. وتتجلى مهمتهم في التوصية بالكتب للطلاب وإجراء استطلاعات الرأي. في المقابل، يمتعض معارضون من المدارس الدينية ويبدون قلقهم بشأن مستقبل الأطفال، حسب تعبيرهم.
(المصدر: الصحافة الأمريكية / الجزيرة)