خطيب “الأقصى”: الاحتلال غاضب من زيارتي لتركيا
إمامة الشيخ عكرمة صبري “أمين المنبر” رئيس الهيئة العليا خطيب المسجد الأقصى في مسجد آيا صوفيا، قبل أسبوعين، كان لها صدى في فلسطين وفي مدينة القدس ولدى المرابطين في المسجد الأقصى، وحملت رسالة للعالم أن تركيا تعتبر القدس من أهم الملفات في سياستها الداخلية والخارجية.
“المجتمع” حاورت الشيخ عكرمة صبري لمعرفة تفاصيل الزيارة وإمامة الجمعة في مسجد آيا صوفيا الذي أعاده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى سابق عهده كمسجد بعد تحويله لكنيسة فترة طويلة.
قال صبري: زيارة تركيا كانت بدعوة من معهد التفكر الإسلامي في أنقرة، وجمعية منبر الأقصى في إسطنبول، وتمت استضافتي في أنقرة وإسطنبول، ومقابلة الرئيس أردوغان في مكتبه بأنقرة لمدة ساعة تقريباً.
وعن اهتمام أردوغان بالقدس بالرغم من انشغاله في قضايا إقليمية ودولية وملفات شائكة ومعقدة، قال صبري: اهتمام الرئيس أردوغان بالقدس كان قوياً، بالرغم من كل الملفات الشائكة التي تواجه الدولة التركية، ولمست أنه يعرف كثيراً من تفاصيل الأحداث التي وقعت في القدس، وهو على اطلاع بما يجري في القدس بشكل عام، وعلى ما يجري في المسجد الأقصى بشكل خاص، وعندما كنت أتحدث عن قضية كان يكمل التفاصيل والمعلومة، وكأنه ابن القدس ويعيش الأحداث أولاً بأول، وهذا الأمر تكرر في أكثر من قضية، وتيقنت أن الرئيس التركي أردوغان يتابع شأن القدس بنفسه قبل اللجان المختصة بذلك.
وتابع قائلاً: كان الرئيس التركي حريصاً على صيانة وترميم الآثار العثمانية في المسجد الأقصى ومدينة القدس بشكل عام، وأبدى قلقه الشديد من الحفريات التي تهدد وتدمر أركان المسجد الأقصى والآثار الإسلامية والعثمانية في مدينة القدس، واعتبرها وسائل لطمس الهوية الإسلامية للمدينة ومن وسائل التهويد الخطيرة.
وعن زيارته لمسجد آيا صوفيا وتفاصيل ما جرى، قال صبري: الزيارة إلى مسجد آيا صوفيا لم يخطط لها مسبقاً مع الرئيس التركي أردوغان، ولكن الرئيس التركي علم أنني سأصلي الجمعة في مسجد آيا صوفيا من خلال اللقاء الذي جرى في مكتبه بأنقرة وشكرته في اللقاء على جهوده في إرجاع المسجد إلى سابق عهده، وأبلغته أنني سأصلي الجمعة بالمسجد، وخلال تواجدي في المسجد وكنت عند المحراب، فوجئت بقدوم الرئيس التركي للمسجد للصلاة، وأبلغني مستشاره الديني بالتقدم لإمامة المصلين في صلاة الجمعة، وبعد انتهاء الخطيب وزير الشؤون الدينية وزير الأوقاف علي أرباش من الخطبة، جاء ليقدمني إلى الصلاة والرئيس التركي أردوغان يقف بجانبي، وأيقنت عندها أن الرئيس التركي أردوغان قد هيَّأ الظروف من أجل إمامتي في آيا صوفيا منذ اللقاء معه في مكتبه بأنقرة، فهو رئيس ذكي ويهتم بكل حرف خلال اللقاء معه، ويباشر في تنفيذ ما يدور حوله بذكاء ومهارة، فالإمامة لم تكن عفوية؛ فقد أراد إرسال رسالة لكل المسلمين، بالعلاقة بين مسجد آيا صوفيا والظروف التي أحاطت به والمسجد الأقصى وما يتعرض له، وبعد انتهاء الصلاة، أبلغته أنني عائد على القدس، وكانت كلماته واضحة لي: “أبلغ سلامي للمرابطين وأهل القدس أن تركيا حاضرة معكم حتى زوال الاحتلال والظلم”.
واصل صبري سرده للرحلة إلى تركيا قائلاً: بعد انتهاء الصلاة، قام الرئيس أردوغان بجولة شملت مرافق المسجد التي تجري فيها الترميمات، والصحافة التركية بكافة أطيافها أجرت لقاءات صحفية معي، وشعرت بمدى اهتمام الأتراك بالقدس، فلهم في القدس بصمات ما زالوا يحافظون عليها.
وختم صبري قائلاً: الصحافة العبرية حاولت التشويش على زيارتي لتركيا ولقائي مع رئيسها، ووصفت اللقاء بأن الرئيس التركي يلتقي شخصية إرهابية من القدس! في إشارة إلى غضب الاحتلال من هذه الزيارة واهتمام الرئيس التركي بالقدس وبتفاصيل ما يجري، وعلمه المسبق بأدق التفاصيل؛ منها التقسيم المكاني والزماني، وخطة الاحتلال في بناء الهيكل المزعوم، وما جرى في مبنى باب الرحمة، واستهداف المنطقة الشرقية، ومحاولة الاحتلال بناء كنيس هناك.. وغيرها من التفاصيل الدقيقة.
(المصدر: مجلة المجتمع)