خريطة “المواقف الدولية” من حركة “حماس”
تتباين مواقف دول الإقليم والعالم من حركة “حماس” الفلسطينية، ففي الوقت الذي ترتبط فيه بعلاقات مع بعض البلدان، تصنفها دول أخرى “منظمة إرهابية”.
وكانت بريطانيا آخر الدول التي تحركت تجاه حظر “حماس”، إذ أعلنت وزيرة الداخلية بريتي باتيل، الجمعة، أنها شرعت في استصدار قانون من البرلمان يصنف الحركة “منظمة إرهابية” ويحظرها في المملكة المتحدة.
وتصف “حماس”، التي تأسست عام 1987، باعتبارها امتدادا لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، نفسها بأنها “حركة تحرر وطني”، تسعى لطرد الاحتلال الإسرائيلي، وترفض وصمها بـ”الإرهاب”.
وفازت “حماس” في 2006، بأغلب مقاعد البرلمان الفلسطيني، وهو انتصار قاد إلى صراع مسلح مع حركة “فتح” التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، وانتهى بسيطرتها على قطاع غزة عام 2007.
وتمتلك الحركة جناحا مسلحا، هو كتائب عز الدين القسام، الذي سبق أن نفذ الكثير من العمليات العسكرية ضد إسرائيل، وخاض العديد من المعارك معها، ردا على عدوانها بحق الشعب الفلسطيني.
وترصد وكالة “الأناضول”، خريطة المواقف الدولية من حركة “حماس”:
أولا – الدول التي تقيم علاقات مع الحركة أو لا تعاديها:
ـ قطر: تقيم علاقات قوية مع الحركة منذ سنين طويلة، وتعززت عقب فوز “حماس” بالانتخابات التشريعية عام 2006، وتستضيف بشكل رسمي ومتكرر رئيسي المكتب السياسي السابق والحالي خالد مشعل وإسماعيل هنية.
ـ إيران: من أبرز الدول الحليفة للحركة، واستضافت مكتب تمثيل لها منذ عام 1992، إلا أن العلاقات بين الجانبين شهدت نوعا من الفتور بعد عام 2011 إثر خروج قيادة الحركة من سوريا، لكنها استعادت عافيتها مجددا.
ـ تركيا: شهدت العلاقة بين “حماس” وتركيا تحسنا منذ فوز الحركة في الانتخابات التشريعية عام 2006؛ حيث اعترفت أنقرة بنتائجها، وطالبت باحترام إرادة الشعب الفلسطيني.
ـ روسيا: بدأت العلاقة بين الطرفين عام 2005، وبدأت الاتصالات الروسية الرسمية مع الحركة بعد فوزها بالانتخابات التشريعية عام 2006.
ـ جنوب إفريقيا: تصف “حماس” علاقاتها بها بـ”الجيدة”، وبدأت منذ عام 1998، وتطورت على المستويات الرسمية خلال الأعوام السابقة.
ـ مصر: بدأت العلاقات بين الجانبين نهاية عام 2002، واتسمت بالتأرجح حتى وصلت إلى حد القطيعة بين عامي 2013 و2017؛ حيث صنف قرار قضائي في 2015 الحركة “كيانا إرهابيا”، إلا أن محكمة الأمور المستعجلة المصرية ألغت هذا الحكم لاحقا.
ومنذ 2017، تربط الجانبين علاقات رسمية، يديرها جهاز المخابرات العامة المصرية؛ حيث تعمل القاهرة على التوسط بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، وكذلك ترعى ملفي المصالحة الفلسطينية الداخلية.
ـ لبنان: فتحت “حماس” مكتب تمثيل لها في بيروت منذ 1998، كما ترتبط الحركة علاقات متينة بمنظمة “حزب الله” ذات النفوذ الكبير في لبنان.
ـ الجزائر: ترتبط “حماس” معها بعلاقة مستقرة؛ حيث فتحت الدولة أبوابها لقيادات منها، وقال قادة بالحركة إن الجزائر وافقت على فتح مكتب لـ “حماس” عام 2016.
ـ ماليزيا: بدأت العلاقات بين الجانبين، بزيارة رئيس وزراء ماليزيا السابق محمد نجيب عبد الرزاق إلى قطاع غزة عام 2013، ومن ثم توالت الزيارات والاتصالات على المستوى السياسي الرسمي.
ـ اليمن: تقيم “حماس” علاقات مع اليمن منذ عهد رئيسه السابق علي عبد الله صالح، الذي قاد وساطة عام 2008 لإنهاء الانقسام الفلسطيني.
كما حافظت “حماس” على علاقات جيدة مع “الحوثيين” الذين يستضيفون مكتبا للحركة في صنعاء.
ـ الكويت: منذ تأسيس حركة “حماس”، جمعتها بالكويت علاقة جيدة، حيث كان عدد من مؤسسيها يقيمون هناك، وعلى رأسهم خالد مشعل، وتطورت هذه العلاقة عبر العقود.
ودعمت الكويت “حماس”، حينما فازت في انتخابات 2006، وما زالت العلاقات بين الطرفين قائمة على أعلى مستوى، والتي كان آخرها اتصال جمع أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر المبارك الصباح مع هنية لإدانة العدوان الأخير على غزة.
ـ عُمان: رغم عقدها اتصالات مع إسرائيل، إلا أنها حافظت على علاقات متوازنة مع “حماس”، واستقبلت مسقط هنية في يناير/ كانون الثاني 2020، للتعزية بوفاة السلطان الراحل قابوس بن سعيد، في زيارة تعتبر الأولى من نوعها.
ـ المغرب: في يونيو/ حزيران 2021، زار زعيم الحركة الرباط، والتقى رئيس الوزراء السابق سعد الدين العثماني.
ـ موريتانيا: زار هنية نواكشوط في يونيو 2021، والتقى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
ـ باكستان: بدأت العلاقات بين الجانبين عقب فوز “حماس” بانتخابات 2006، حيث أعلنت إسلام آباد دعم حكومتها بـ 3 ملايين دولار.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعث هنية رسالتي تعزية إلى الرئيس عارف علوي، ورئيس الوزراء عمران خان، في وفاة العالم النووي عبد القدير خان.
ـ الصين: اعتبرت بكين عام 2004 “حماس”، “منظمة إرهابية”، قبل أن تتراجع عن قرارها عام 2006 بعد فوز الحركة بالانتخابات التشريعية الفلسطينية، وتستقبل وزير خارجية الحكومة التي شكلتها الحركة آنذاك، محمود الزهار؛ لكن العلاقات لم تشهد تطورا معلنا منذ ذلك الوقت.
– العراق: لا تُقيم “حماس” علاقات رسمية مع بغداد، إلا أن مواقف الأخيرة غير معادية للحركة التي صدر عنها إشادات بمواقف العراق الرافضة للتطبيع مع إسرائيل، كما سبق أن استنكرت تفجيرات دموية وقعت في العاصمة بغداد.
ـ تونس: لا تربط الحركة علاقات رسمية بتونس، لكن القيادي في “حماس” سامي أبو زهري، سبق أن زارها، واجتمع برئيس البرلمان المعلقة أعماله منذ 25 يوليو/ تموز الماضي، راشد الغنوشي.
ـ فنزويلا: بعث هنية، في يناير 2018، برسالة إلى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، أعرب فيها عن آمال حركته في توثيق علاقتها مع كاراكاس.
وفي يناير 2019، أعربت “حماس” عن دعمها للرئيس مادورو في وجه “محاولة الانقلاب التي تعرض لها”.
ـ إندونيسيا: زار وفد من “حماس” جاكرتا عام 2014، والتقى نوابا في البرلمان، وتقدم بطلب لفتح مكتب تمثيلي في البلاد، لكن الحكومة رفضت، بدعوى أنها تتعامل مع دول وليس منظمات.
وقال ناطق حكومي إن السلطات لا تعارض عقد الحركة فعاليات لها في البلاد.
ـ أفغانستان: لم تربط “حماس” علاقات بالنظام السابق في كابل، لكنها هنأت “طالبان” بانتصارها، وتسلمها مقاليد السلطة في أغسطس/ آب الماضي، حيث أجرى هنية اتصالا مع وزير الخارجية في الحكومة التي شكلتها “طالبان” أمير خان متقي.
ثانيا- الدول التي تحظر الحركة أو جناحها المسلح:
ـ الولايات المتحدة: صنّفت “حماس” “حركة إرهابية”، وحظرت أنشطتها عام 1997.
ـ بريطانيا: سبق أن صنفت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحماس “منظمة إرهابية” في 2001، وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، شرعت في استصدار قانون من البرلمان يصنف الحركة ككل، بجناحيها العسكري والسياسي، منظمة “إرهابية”.
ـ الاتحاد الأوروبي: أدرج “حماس” ضمن “المنظّمات الإرهابية” عام 2001.
ـ كندا: أدرجت “حماس” “منظّمة إرهابية” عام 2002.
ـ أستراليا: أدرجت “كتائب القسام””منظّمة إرهابية” عام 2003.
ـ نيوزيلندا: صنّفت “كتائب القسام””كيانا إرهابيا” عام 2010.
ـ السعودية: أقامت الرياض في السابق، علاقات طيبة مع “حماس”، لكنها دخلت في مرحلة فتور ثم قطيعة خلال السنوات الأخيرة، رغم عدم إعلان حظرها بشكل رسمي.
ومطلع 2019، اعتقلت الرياض عددا من قادة “حماس” وأصدرت أحكاما بالسجن ضدهم؛ كما وصف عادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية الحركة بالمتطرفة في فبراير/ شباط 2018.
ـ الإمارات: على غرار السعودية، تعادي أبو ظبي حركة “حماس” وتحظر أنشطتها منذ عام 2006، وزادت حدة القطيعة بعد تطبيع الإمارات علاقاتها مع إسرائيل عام 2020.
ـ الأردن: أغلق المقر السياسي لقيادة “حماس” وطلب منها مغادرة عمّان عام 1999، إلا أنه يسمح لبعض قيادات الصف الأول من الحركة، بزيارة أراضيه، لأسباب شخصية غير رسمية وغير مرتبطة بأعمال الحركة.
ـ السودان: كانت تربط الخرطوم وحماس علاقة جيدة في عهد الرئيس السابق عمر البشير، لكنها انقطعت عقب الإطاحة به، وتعمق الخلاف بينهما إثر تطبيع السودان علاقاته مع إسرائيل عام 2020.
وفي سبتمبر/ أيلول 2021، نقلت وكالات أنباء عالمية، عن مسؤولين سودانيين قولهم إن السلطات صادرت أصولا مالية تعود إلى الحركة، إلا أن الأخيرة نفت امتلاكها أي استثمارات في البلاد.
ـ ليبيا: في أكتوبر/ تشرين الأول 2016، اعتقلت السلطات الليبية، أربعة من أفراد حماس، وفي فبراير 2019، أصدرت محكمة في طرابلس، أحكاما مشددة تراوح بين 17 و22 عاما بحقهم، وهو ما استهجنته الحركة.
ـ سوريا: ربطت بين الجانبين علاقات وثيقة في السابق، حيث استضافت دمشق قيادة الحركة، لكنها انقطعت عقب خروج قيادة الحركة من سوريا مطلع 2012؛ بسبب رفض حماس إعلان تأييدها للنظام السوري في مواجهة الثورة.
ـ البحرين: عقدت حماس اتصالات غير رسمية بالمنامة، بين عامي 2012 و2013، حيث زار مسؤولون من البحرين، قطاع غزة، وافتتحوا مشاريع إغاثية.
لكن تطبيع المنامة علاقاتها مع إسرائيل، أدى إلى حدوث قطيعة بين الجانبين.
المصدر: وكالة الأناضول