خبراء يعربون عن تفاؤلهم بمستقبل البنوك الإسلامية بالمغرب
فَضَّل خبراء في قطاع الخدمات المصرفيّة الإسلامية عدم الخوض في مسألة تحليل أو تحريم الخدمات البنكية التي تقدمها البنوك المغربية الكلاسيكية، لكنهم أكدوا أن هناك آفاقا واعدة تنتظر البنوك التي تعمل بأنظمة تخضع لقواعد الشريعة الإسلامية في المعاملات المالية.
وفي ظل التوقعات الإيجابية التي تشير إلى أنه من المتوقع أن تمثل الأصول الإسلامية 5 % من إجمالي الأصول البنكية في المغرب في 2018، قال سامي السليماني، المدير المسؤول لمركز “فينوبوليس” المختص في المعاملات المصرفية الإسلامية، إن كل المؤشرات تؤكد أن البنوك الإسلامية ستلاقي نجاحا كبيرا في أوساط المتعاملين المغاربة.
وأضاف المتحدث نفسه أن النجاح المتوقع للمصارف التي تعمل وفق قواعد الشريعة الإسلامية، لن يقتصر فقط على المغرب بل سيمتد ليشمل باقي دول إفريقيا الغربية التي تتمركز بها مجموعة من كبريات المصارف الكلاسيكية المغربية.
واعتبَرَ السليماني، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي لتقديم المنتدى الإفريقي السادس للتمويل الإسلامي الذي ستحتضنه الدار البيضاء نهاية الشهر الجاري، أن المغرب يمكن أن يشكل منصة جدَّ ملائمة بالنسبة لهذه البنوك، التي ستنطلق قريبا في المملكة، لكي توسع أنشطتها لتطال دول إفريقيا الغربية الناطقة باللغة الفرنسية.
ويأتي الاهتمام بإفريقيا الغربية -بِحَسب المتدخلين في هذا المؤتمر- نظرا لكون التمويلات الإسلامية في هذه المنطقة من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ما زالت في بداياتها الأولى، في ظل ضُعف انتشار الأصول المالية الخاضعة لقواعد الشريعة الإسلامية، والتي لا تتجاوز 5 في المئة.
وقال المتدخلون إن المنطقة جذَبت اهتمام الفاعلين في مجال التمويلات الإسلامية بشكل متزايد، حيث أنَّ هناك عدة عوامل تشير إلى جاذبية المنطقة، إذ أن الساكنة الإسلامية تمثل 44 في المئة من مجموع السكان، في حين أن نسبة انخراط الأفراد في الخدمات البنكية لا يتجاوز 15 في المئة.
واعتبر يوسف البغدادي، رئيس المجلس الإداري لدار الصفاء (الفرع التابع للتجاري وفا بنك والمتخصص في التمويلات البديلة)، أن المغرب يتوفر على نظام مصرفي قوي وخبرة في مجال المعاملات البنكية، كما يتوفر على علماء بالمجلس العلمي متخصصين في مجال الصيرفة الإسلامية.
وقال البغدادي إن كل هذه العوامل تلعب لصالح المغرب، وتجعله قادرا على لعب دور ريادي في قيادة الخدمات المصرفية الخاضعة لقواعد الشريعة الإسلامية، وإدارة الصناديق الاستثمارية الإسلامية في المغرب وفي دول افريقيا الغربية جنوب الصحراء الكبرى.
وأكّدَ رئيس المجلس المديري لدار الصفاء، أن المجلس العلمي بالرباط يتوفر على خبراء في النظم المصرفية الإسلامية من العيار الثقيل، وهم من سيشرفون إلى جانب تقنيين متخصصين في المعاملات البنكية الإسلامية، لتأسيس نظام مصرفي إسلامية مغربي، إلى جانب بنك المغرب، الجهة الوصية على القطاع برُمّته.