خاطرة (الشَّدائد وكشف المستور)
بقلم د. عبدالله المشوخي (خاص بالمنتدى)
من أشعار الإمام الشَّافعي رحمه الله قوله:
جزى الله الشَّدائد كلَّ خير… عرفْتُ بها عدوي من صديقي.
لطالما كشفَت الشَّدائد معادن النَّاس وخباياهم، فقضيَّة فلسطين كشَفَت حقيقةَ الأنظمة العربيَّة وزيف ادِّعائهم بتحريرها، كما كشَفَت حقيقة مواقفهم المُخزية تجاه اليهود الغاصبين، بل وكشفَت تآمرَهم مع اليهود.
وأحداث الرَّبيع العربيِّ كشفَت حقيقة الأحزاب الزَّائفة المُنافقة كما كشَفَت مواقفَ بعض الإعلاميِّين الأفّاكين.
كما كشَفت واقع الأنظمة العربيَّة والغربيَّة تجاه تطلُّعات الشُّعوب نحو الحريَّة والكرامة.
وحرب روسيا وأوكرانيا التي تدار رحاها هذه الأيّام كشَفت زيف الغرب ونظرتهم الاستعلائيَّة القائمة على الحقد الصليبيِّ المقيت ضدّ المسلمين إضافة إلى عقدة تفوُّق العنصر الأوروبيِّ على الآخرين وذلك من خلال تصريحات قادتهم ومراسليهم العنصريَّة المستفزَّة لمشاعر المسلمين والتَّمييز الفجّ في التَّعامل مع اللاجئين وفق لون البشرة والمعتقد بعيداً عن كلِّ مظاهر الإنسانيَّة.
شدائد كشفت زيف ما يخفيه الغرب من ادِّعاء كاذب حول ما يزعمونه زوراً وبهتانا بتبنِّيهم لحضارة إنسانيَّة شعارها (الحريَّة والمساواة والأخوة) بين كافَّة البشر، ليتَّضح مع أول يوم من أيام حرب روسيا و أوكرانيا أنَّها حضارة عنصريَّة تقوم على أساس اللَّون والدَّين.
شدائد كشفت زيف شعار (أمَّة عربيَّة واحدة ذات رسالة خالدة) حيث شرعت الدُّول العربيَّة بفتح أبوابها على مصراعيها لاستقبال الَّلاجئين الأوكرانيِّين بدون تأشيرة دخول بينما إلى اليوم توصد كافَّة الأبواب أمام دخول أبناء قطاع غزَّة حتَّى ولو كان طفلاً رضيعاً أو شيخاً كبيراً أو مريضاً أو طالباً إلا بعد موافقة أمنيَّة تتطلَّب عدَّة أسابيع وغالباً ما يتمُّ رفض الطَّلب.
فيا لها من شدائد كشفت حقيقة مواقف تلك الدُّول ومزاعمهم الكاذبة التي طالما تغنّوا بها عبر وسائل إعلامهم الخادعة وتصريحات قادتهم الزَّائفة.
