مقالاتمقالات المنتدى

حmاس وحميد الأحمر

حmاس وحميد الأحمر

بقلم د. بشير المساري|( خاص بالمنتدى)

لماذا لم يذكر قادة حماس والناطق الرسمي باسم كتائب القسام أبو عبيدة (حميد الأحمر) كممول لهم ولم نعرف ذلك إلا من خلال إعلان أمريكا العقوبات ضده؟

لماذا لم تذكر دولا ممولة أخرى وداعمة كقطر وتركيا مثلا ومؤسسات غير رسمية وهيئات مختلفة.. لماذا إيران .. إيران .. إيران وملاحيقها؟

الجواب واضح لصاحب كل ذي بصيرة وهو استحالة أن تذكر حماس أي جهة ممولة بدون طلب منها .. كيف لها أن تتلقى مساعدة من جهة داعمة ثم تعرضها للحرج وعقوبات ومواجهة مع الغرب والتنظيم الصهيوووني العالمي بعامة؟ هذا لايستقيم مع الأعراف السياسية..إذا فما مصلحة إيران في ذكر اسمها باستمرار؟

الجواب أيضا واضح وهو الحصول على مكاسب دعائية وتلميع صورتها كحاملة قضايا الأمة في عيون الجماهير التي تتطلع إلى زعيم مخلص وشغل المكان القيادي الشاغر فملأته إيران بالسلوك الترويجي وبه عمدت إلى مسح ما علق بها من تشويه بممارساتها في المنطقة وكما قال أبو الوليد خالد مشعل.

ضف إلى ذلك أنها أرادت بالحزم الدعائية إبراز أوراقها في وجه الدولة المنافسة لها على النفوذ وهو الكيااان بهدف فرض نفسها كدولة مركزية (عظمى) في المنطقة الذي تأباه إسرااائيل وترى أن يدها يجب أن تظل هي العليا.

غير أنه ولسوء حظها فقد ألحقت بها المساحات الدعائية أفدح الضرر حيث اتجه الكيان إلى إنزال الضربات الموجعة بها وأذرعها ففقدت رأس مالها في المنطقة أو كادت..حتى صار بعض الإيرانيين يلعن حماس ويوم السابع من أكتوبر لأن ذلك كلفهم ضريبة باهظة.

هذه هي كل حكاية ما قيل عن انحراف حماس في الولاء .. إنه مقابل تكاليف دعائية ومعه تنازلت حماس عن لقب شرعي وهو إعطاء لقب (شهيد) لغير مستحقه اضطرارا وبقيت حماس هي حماس على مبادئها .. كما لجأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التنازل عن لقب شرعي اضطرارا وهو لقب (رسول الله) في صلح الحديبية وبقي رسول الله هو رسول الله.

وكم من النصوص في الشرع تجيز التنازل بظاهر من القول عن مواقف غير شرعية بما فيها كلمة الكفر نفسها قال تعالى: (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا).

على أنه إن كان من مستحق للوم والتقريع هاهنا فليس على الفئة المرابطة بقدر ما كان يجب أن يوجه إلى من خذلهم وألجأهم إلى الضرورات وإباحة المحظورات .. إلى من بيدهم السعة والاستطاعة فمنعوها عنها .. الأحرى بمصطلح الانحراف العقدي هم الذين يكنزون الذهب والفضة ثم لا ينفقونها في سبيل الله وأنفقوها في الصد عن سبيل الله.

سيقال (بل منحرفة لأنها أيضا جماعة حزبية سياسية) .. وهذا ما يكاد يطير معه اللب فزعا فأي إعوجاج تفكير هذا الذي صار معه ممارسة الحكم من الملتزمين انحرافا وصار للمنحرفين شرعا منزلا؟ والله يقول: { إِنَّ ٱلۡأَرۡضَ لِلَّهِ یُورِثُهَا مَن یَشَاۤءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ وَٱلۡعَـٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِینَ }.

إن المنحرفين في العقيدة والولاء والبراء هم من والى أعداء الله وليس من قاتل أعداء الله .. هم من قال الله فيهم (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) فصاروا بذلك أولياء أمر غير المسلمين؟؟ والبدعة المنكرة بل والردة العقدية هي فيمن يفرح بقتل مجاهد في سبيل الله استراح منه اليهود ويقول معهم (مستراح منه)..هم من يقفون في خندق أعداء الله لتدمير طائفة بشّر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وسعوا إلى تدميرها كما سعى الأعداء إلى تدميرها .. فليكف هؤلاء عن الحديث عن الولاء والبراء وليكفوا عن فتاوى التبديع فهم بمواقفهم هذه رأس كل بدعة ورأس كل ضلال.

إقرأ أيضا:الرد على الشيخ عثمان الخميس(١٠)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى