حينما يسمى التلفيق والتدليس بحثا علميا.. رشيد أيلال أنموذجا
بقلم د. إبراهيم أيت باخة
على عادته في النقل من غيره واعتماده على النسخ واللصق وضرب بعض الكلام ببعض، خاض مدعي البحث العلمي (رشيد أيلال) تجربة جديدة عنونها المبدئي العريض (الباحث المغربي يثير جدلا)، وقد اختار هذه المرة أن يتكلم في علم الأنساب، فخلط بين ثلاث شخصيات اسمها (عثمان) وشخصيتين اسمهما (عبد الرحمن بن عثمان) .؟؟ !!
بدأ ضجته الجديدة بنفي الوجود التاريخي لكل من الخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ثم إنه لما حاصره مناقشوه بالأدلة والبراهين وإلزامه بما يسفه مقالته، خرج بمقالة أخرى يؤصل فيها لجهله الذي يسمي بحثا علميا.
فخلص في هذه المقالة إلى أن الذي نسميه أبا بكر الصديق لم يكن -حسب كتب التراث- إلا جنديا غير ذي بال قتل مع عبد الله بن الزبير سنة 73هـ.
وموطن الخلط عنده يبدأ من عثمان بن عمرو = شارب الذهب، فنقل عن البلاذري وغيره أن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد يسمى شارب الذهب وكان له من الابناء معمر وعمرو وعمير وزهرة وعبد الرحمن، فزعم صاحبنا أن عبد الرحمن بن عثمان هذا هو ابو بكر وأنه قتل مع ابن الزبير..
لكنه لم ينتبه إلى أن عثمان هذا غير عثمان والد ابي بكر بل هو عم أبيه كما هو موضح في الخطاطة.
ومما يؤكد هذا ما يلي:
– الشخصية التي اشار إليها (عبد الرحمن بن عثمان) صحابي جليل، ليس هو ابن عثمان بن عمرو (شارب الذهب) ولا هو ابن عثمان بن عامر (أبو قحافة)، بل هو ابن حفيده وكلن يعرف كذلك بشارب الذهب وهو: (عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة التيمي أسلم يوم الحديبية وقيل يوم الفتح وكان يقال له شارب الذهب) تهذيب التهذيب 6/227، وهو من الرواة المعروفين، فانظروا لهذا التلفيق المركب من عدة شخصيات.
– أن عثمان بن عمرو شارب الذهب هو جد طلحة بن عبيد الله أحد المبشرين بالجنة، فهو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد التيمي، كما هو معروف في كتب التراجم، فليلزم من هذا الخلط أن يكون أبو بكر عم طلحة وهذا غير وارد بتاتا.
– ورد في النقل الذي ذكره رشيد ايلال عن البلاذري أن لي لعثمان شارب الذهب من الابناء معمر وعمرو وعمير وزهرة، وعلى مذهب (ايلال) فهؤلاء إخوة أبي بكر، والمعروف أن أبا بكر ليس له إخوة ذكور وله أختان وهما أم فروة وقريبة..
– رشيد ايلال دلس على الناس في نقله عن البلاذري، ذلك أن البلاذري حينما تعرض لأنساب بني تيم بدأ بأبي بكر الصديق وترجم له ترجمة مستفيضة ونسبه بنسبه المعروف (عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد التيمي)، ثم عرج على ابناء عثمان بن عمرو (شارب الذهب) أخو عامر بن عمرو جد أبي بكر، وفصل بينهما في النسب.
للأسف الشديد هذا التلفيق والخربقة يسميه رشيد أيلال بحثا علميا، ويجده مادة إعلامية قابلة للتسويق وإثارة الجدل، وجالبة لمزيد من الشهرة والمتابعين في زمن تستطيع أن تصنع فيه الجمهور الذي يصنعك.
(المصدر: هوية بريس)