حول قصة إبراهيم خليل الله (عليه السلام) أبو الأنبياء والمرسلين
بقلم د. علي محمد الصلابي (خاص بالمنتدى)
يعد كتاب (إبراهيم عليه السلام) امتداداً لمشروع علمي يتعلق بالدراسة المستفيضة عن أولي العزم من الرسل، وقصص الأنبياء والمرسلين في القرآن الكريم.
وهو جزء من موسوعة: “أولو العزم من المرسلين”، والتي أرجو من الله تعالى أن تكون لوجهه الكريم خالصة، ولعباده نافعة.
وقد صدر الكتاب في طبعته الأولى عن دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع عام: 2021م/1442ه.
إنَّ بني الإنسان في أشدِّ الحاجة لمعرفة سير الأنبياء والمرسلين، من خلال كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وشرح تراجمهم وأخلاقهم، وأصول دعوتهم من أحاديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم الصحيحة، وأقوال العلماء الراسخين في العلم بأسلوب عصري، يُلائم المرحلة التي تمرُّ بها الإنسانية الباحثة عن إجابات شافية للأسئلة الوجودية الكبرى عن الله والكون، والحياة والجنة والنار، والقضاء والقدر، والرسالات والنُّبوات، والحضارات القديمة، متى نشأت، وما مصيرها، وسنن الله في خلقه، وأصول الاختلاف والقيم الروحية.. إلخ، والصراع بين الحق والباطل، والهدى والضلال، والخير والشرّ، والكفر والإيمان.
محتوى الكتاب ومباحثه:
وقد قسمت الكتاب إلى أربعة فصول:
بحثت في الفصل الأول في نشأة إبراهيم – عليه السّلام- اسمه ونسبه، ومولده، وعصره، وهجراته، ومكانته، ويحتوي على ثلاثة مباحث:
المبحث الأول، وبحث في اسم إبراهيم – عليه السّلام -، ونسبه، ولقبه، وكنيته.
وتناولت في المبحث الثاني عصر إبراهيم – عليه السّلام -، وهجراته، وتحدثت فيه عن المرحلة التاريخية التي سبقت إبراهيم – عليه السّلام -، والحياة الدينية والاعتقادات القديمة في عصره، كعبادة الكواكب والنجوم والأصنام، وعبادة الملوك، وتقديم القرابين والنذور، وبناء المعابد، كالمعبد الأرضي، والمعبد العالي والصابئة، وتحدثت فيه أيضاً عن الحياة الاجتماعية والسياسية، وطبقات المجتمع، كطبقة الأحرار والوسطى والعبيد، وأشرت إلى طقوس الزواج والأسرة وعادات ذلك المجتمع، وإقامة الأعياد، والناحية التعليمية والسياسية، وتحدثت في هذا المبحث كذلك عن هجراته – عليه السّلام –.
أما المبحث الثالث، فقد تناولت سيرة إبراهيم – عليه السّلام – في موكب الأنبياء والمرسلين، وكان الحديث فيه عن النبي والرسول والفرق بينهما، والنبوة والرسالات، وعن أولي العزم، وحقيقة النبوة، والحِكمة من بَعثِ الرسل، وحاجة الخلق إليهم، وإقامة الحُجة على البشر بهم، ووحي الله عزَّ وجل للأنبياء جعله الله الطريق لمعرفة العقائد الغيبية، وحاجة الخلق للقدوة الحسنة، وإصلاح النفوس وتزكيتها، وتحقيق غايات عظمى ووظائف كبرى.
وقد ذكرتُ في هذا المبحث خصائص الأنبياء والمرسلين، واِصطفائهم بالوحي والرسالة.
كما بَيَّنت أنَّ دين الأنبياء والمرسلين – عليهم الصلاة والسلام – هو واحد منبعه الوحدانية لله تعالى، ودعوتهم واحدة، واتفاقهم في أركان الإيمان وأصوله، وأن دينهم هو الإسلام، وأن أول عقيدة في الأرض هي التوحيد، وسلَّطت الأضواء على أهمية قضية إبراهيم – عليه السّلام – في القرآن الكريم وأنه مثال أعلى للبشرية. وكل مشهد من مشاهد قصة إبراهيم – عليه السّلام – جاء بمكانه في السورة التي ذكرته، ومنسجماً مع موضوع السورة وزمان نزولها.
أما الفصل الثاني، فقد اشتمل على قصة إبراهيم – عليه السّلام – في سور الأنعام ومريم والأنبياء والشعراء والعنكبوت والصافات. واحتوى المبحث الأول في هذا الفصل على قصة إبراهيم – عليه السّلام – في سورة الأنعام وحواره مع والده وقومه من عبادة الكواكب والنجوم والشمس. ووقفت مع منهجية التدرج التي مارسها إبراهيم – عليه السّلام – من خلال الحوار ومجاراة الخصم، والاستدلال المنطقي، وإعلان الوصول إلى النتيجة.
وفي المبحث الثاني، تحدثت عن قصة إبراهيم – عليه السّلام – في سورة مريم – عليها السلام – وحواره مع والده.
وفي المبحث الثالث، تحدثت عن قصة إبراهيم – عليه السّلام – في سورة الأنبياء وحواره مع والده وقومه، وعبدة الأوثان، وابتلاؤه برميه في النار ونجاته منها بأمر الله عز وجل، وهجرته، وإكرام الله له بالذرية الصالحة والموحدة والداعية إلى التوحيد وإفراد الله بالعبادة.
وفي المبحث الرابع، تحدثت عن قصة إبراهيم – عليه السّلام – في سورة الشعراء وشرحت الآيات المتعلقة بقصة إبراهيم – عليه السّلام – في سورة الشعراء على أُسس وقواعد وأصول علم التفسير، واستخرجت منها الدّرّر والفوائد والعبر والدروس؛ لكي يستفيد منها الناس في حياتهم.
وفي المبحث الخامس، تحدثت عن قصة إبراهيم – عليه السّلام – في سورة العنكبوت، وجاء فيها دعوته لقومه إلى عبادة الله وتقواه وترك الأوثان، وأنَّ الأرزاق بيد الله فاطلبوها منه وحده واعبدوه واشكروا له، وأنه سبحانه وتعالى إليه يرجع الناس أجمعون، وأشارت الآيات إلى سنة الله في دعوات الأنبياء، وأهمية الإيمان باليوم الآخر.
وفي المبحث السادس، تحدثت عن: قصة إبراهيم – عليه السّلام – في سورة الصافات، وقد بيَّنت الآيات أنه من شيعة نوح – عليه السّلام -، وهو صاحب قلب سليم، وأقام الحجة على أبيه وقومِهِ ببطلان الإفك الذي كانوا يؤمنون به من عبادة الآلهة من دون الله. وذكرت قصة زواج هاجر أم إسماعيل من إبراهيم، والذمة والعهد والرحم لأهل مصر، ومولد إسماعيل في بلاد الشام، ثم هجرة إبراهيم بزوجته هاجر وابنه الرضيع إلى الحجاز وبحثها عن مغيث بعد رحيل إبراهيم – عليه السّلام – بأمر ربه وما حدث من كرامات ومعجزات من نبع ماء زمزم ومجيء جُرهم، وتكرار إبراهيم زيارته لهاجر وإسماعيل ورؤيا ذبح إسماعيل.
وفي الفصل الثالث، كان الحديث عن حوار إبراهيم مع الملك الظالم، وسؤاله لربه كيف يحيى الموتى، وآيات الولاء والبراء، وضيف إبراهيم عليه السّلام. وفي المبحث الأول من الفصل الثالث، بحثت في حوار إبراهيم – عليه السّلام – مع الملك الظالم، وسؤاله لربه كيف تُحيي الموتى، وقسم إلى فقرتين:
أولاً: حوار إبراهيم – عليه السّلام – مع الملك الظالم وشرح الآيات المتعلقة بالقصة.
وثانياً: سؤال إبراهيم – عليه السّلام – لربه كيف يحيي الموتى؟
أما في المبحث الثاني من الفصل الثالث، فقد بحثت في قصة إبراهيم – عليه السّلام – في سور التوبة والزخرف والممتحنة، وشرح الآيات المتعلقة بالولاء والبراء. وفي المبحث الثالث، كان الحديث عن حوار إبراهيم – عليه السّلام – مع الملائكة في مرحلة شيخوخته، والعيش الرغيد، والبشرى بإسحاق ويعقوب، وإعلامه بهلاك قوم لوط في سور هود والحجر والعنكبوت والذاريات، وقد شرحت تلك الآيات، واستخرجت الفوائد والدروس والأحكام على التوالي فكانت الآيات المشروحة والمفسرة كالآتي: أولاً: قصة إبراهيم – عليه السّلام – وحواره مع الملائكة في سورة هود. ثانياً: جدال إبراهيم – عليه السّلام – في قوم لوط في سورة العنكبوت. ثالثاً: قصة ضيف إبراهيم – عليه السّلام – وهلاك قوم لوط في سورة الذاريات.
وفي الفصل الرابع، تحدثت عن نجاح إبراهيم الخليل في الابتلاء، وإِمامته للناس، وبنائه للكعبة، ودعواته الخاشعة، ووصيته لبنيه بالتمسك بالدين الإسلامي في سورة البقرة، ودعائه المنيب في سورة إبراهيم، ودعوته الناس للحج، وذكرت صُحفه، وخصائصه، وفضائله، وصفاته، وتقاربه الكبير مع نبينا محمد صلّى الله عليه وسلّم، ومكانته يوم القيامة، ووفاته، وقبره. ففي المبحث الأول من هذا الفصل، تحدثت عن ابتلائه وإمامته للناس وبناء الكعبة ودعائه ووصيته لبنيه في سورة البقرة. وفي المبحث الثاني، تحدثت عن دعاء إبراهيم – عليه السّلام – وتضرعه وثنائه على الله في سورة إبراهيم وقد فَسَّرتُ الآيات الكريمة معتمداً بعد الله تعالى على المصادر والمراجع الموثوقة في علم التفسير، وبيّنتُ الآيات الكريمة في دعوة إبراهيم – عليه السّلام – للناس بالحج في سورة الحج. وتحدثت عن تنازع الطوائف في إبراهيم – عليه السّلام – وحديث القرآن الكريم ومجادلته لهم وتحدثت عن صحف إبراهيم – عليه السّلام -، وخصائصه وفضائله وأهم صفاته، من الإسلام والحنيفية والحلم والتأوّه والإنابة والصدّيقية… وعن تقاربه الكبير مع نبينا محمد صلّى الله عليه وسلّم، فكم يشدك هذا القرب، وهذه القربى بين إبراهيم الخليل وابنه محمد صلّى الله عليه وسلّم!؟ إنّه قربٌ لصيقٌ رغم آماد الزمان، وأبعاد المكان حتى لكأنها الأبوة المباشرة القريبة، ولذا يتلقى إبراهيم ابنه محمد في منازل الملء الأعلى ليلة الإسراء والمعراج، بترحاب الآباء والأبناء: قائلاً له: مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح.
وفي نهاية الكتاب، كان الحديث عن وفاة إبراهيم الخليل – عليه السّلام – وقبره، ومن بعدها النتائج التي وصلتْ إليها الدراسة.
- تحميل كتاب إبراهيم عليه السلام باللغة العربية: