حوار مع مرشد الحركة الإسلامية بكردستان العراق
إعداد محمد عابد (عربي21)
أجرت “عربي21” مقابلة مع الشيخ عرفان عبد العزيز، مرشد الحركة الإسلامية في كردستان العراق، أعرب فيها عن رفض كل من مشاريع التقسيم بالمنطقة، وكذلك الحلول العسكرية للنزعات الانفصالية.
واتهم “عبد العزيز” أطرافا خارجية بالمسؤولية عن إثارة النزعات الانفصالية، ولا سيما في الدول التي يتواجد فيها المكون الكردي، مؤكدا أن لا مشاكل تاريخيا بين أي من شعوب المنطقة.
وعلى هامش مشاركته في “المؤتمر الدولي لاتحاد المجتمعات الإسلامية” بنسخته الـ28، بالعاصمة التركية أنقرة، قال الزعيم الإسلامي إن المكون الكردي “يعيش مع العرب والأتراك والإيرانيين منذ آلاف السنين، وليست لدينا أي مشكلة مع أي منهم، ولكن أعداء الأمة يختلقون مشاكل بيننا وبين حكومات أو أحزاب”.
إلا أن الزعيم الإسلامي شدد في المقابل على أن المسألة معقدة للغاية، مع وجود حقوق طبيعية للأكراد يطالبون بها، من جهة، ودخول تنظيمات يسارية متطرفة على خط القضية، تقوم باستفزاز دول المنطقة، ولا سيما تركيا، من جهة ثانية.
وأوضح أن نشاط تلك المجموعات، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني، يحرج حكومة الإقليم، ويتسبب بدوامة فعل ورد فعل، مؤكدا أن الحركة الإسلامية “دعت مرارا إلى الحوار، والتوقف عن اللجوء إلى العنف”.
ونفى “عبد العزيز” وجود أي نفوذ ملموس لدولة الاحتلال الإسرائيلي في الإقليم، مشيرا إلى أن ظهور علمها في مظاهرات للأكراد كان حالة فردية، ولم يحدث في إحدى المدن الكبرى، لافتا إلى أن من فعل ذلك “قد لا يكون مسلما”.
كما استنكر في هذا الإطار تسليط وسائل الإعلام العربية الكثير من الأضواء على مثل تلك الحالات، في حين “يرتفع علم إسرائيل في عمان والقاهرة وأنقرة”.
وبشأن وضع الحركة الإسلامية في كردستان العراق، قال “عبد العزيز” إن الإقليم يشهد حالة من الحرية والأمن “لا بأس به”، يتيح مجالا للعمل التنظيمي والدعوي، بحسبه.
وأوضح أن الحركة، التي تأسست عام 1987، وحاربت نظام صدام حسين، تعرضت لتهميش كبير لرفضها دعم الغزو الأمريكي عام 2003، رغم اعتراف واشنطن بالحزب رسميا.
وأضاف أن الأحزاب القومية في الإقليم لديها علاقات واسعة مع الحكومة المركزية ودول في المنطقة، مدفوعة بما يسمى “القضية الكردية”، ما يعقد فرص التيار الإسلامي في المنافسة على المستوى السياسي حاليا.
وحول الأوضاع في العراق عموما، قال “عبد العزيز” إن البلاد تعيش ترقبا لصراع محموم على النفوذ بين الولايات المتحدة وإيران، إلا أنه أكد في الوقت ذاته على إيجابيات للحراك الشعبي المستمر منذ مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وأبرزها تهديد حالة الفساد لدى السياسيين، وإعادة اللحمة بين مختلف المكونات، ولا سيما بين السنة والشيعة.
وتابع أن النفوذ الإيراني له سلبيات وإيجابيات، حيث يهدد تدخلها في البلاد استقلال قرارها الوطني، فيما تعمل طهران بالمقابل على تهدئة بعض التوترات داخل العراق.
(المصدر: عربي21)