حوار الرسل في القرآن (قراءة تحليلية)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و آله و صحبه و بعد، يرتبط الحوار ارتباطا وثيقا بقضية العقيدة و الفكر، وقد جاءت الرسالات السماوية من منبعها الموحد الصافي، دون اعتبار للتجارب التاريخية؛ التي كانت غالبا ما تشوش الرؤية الواضحة لقضية المعتقد؛ لأنها كانت تخرج عن الطابع الإيماني و الإنساني الشامل إلى التعبيرات الشخصية الخاصة بكل فريق.
وطبع هذه التوجهات غالبا طابع الأنانية؛ والعصبية؛ والرؤية الضيقة للكون، لذا نـرى أنه من الضروري في عصرنا أن نعود إلى أصل ما جاءت به الرسالة التوحيدية؛ التي اجتمع حولها رسل الله.
فلكل أمة رسول، لكن الإنسانية تجتمع في أصل واحد، وتمضي نحو غاية موحدة. والتنوع والاختلاف ضرورة كونية تلزم الإنسان ضرورة استمرار منطق الحور، “وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ” (هود:118). والغاية والمقصد من هذا الاختلاف هي: التعارف والتكامل بين جميع الأجناس والأعراق، وهذا طريق رسل القرآن من آدم إلى محمد -صلى الله عليهم وسلم أجمعين-، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ” (الحجرات:13)، فالله خلق الناس مختلفين؛ ليقع التعارف والتحاور والتفاعل بينهم.
لاستكمال القراءة والتحميل اضغط هنا
(المصدر: مركز نماء للبحوث والدراسات)