مقالاتمقالات مختارة

حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية

حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية

بقلم أ. محمد إلهامي

ها هي حملة #مقاطعه_المنتجات_الفرنسيه60 قد بلغت يومها الستين، وفي هذه الستين كثير من الأمور المهمة التي يجب أن تُقال، نكتفي الآن بثلاثة فقط أحسبها هي الأخطر والأكثر أهمية.

[1]

لا تطلب الحملة إلا مقاطعة المنتجات الفرنسية والتفاعل معها بالنشر، وهي مطالب في غاية البساطة، ومن ثَمَّ فقد كانت امتحانا كاشفا لكل مسلم  يزعم حب النبي.

فكيف يصحّ هذا الحب إذا لم تكن في نفسه قوة لمقاطعة من سخروا من حبيبه، وهي منتجات لها بدائل؟!

وكيف يصحّ هذا الحب إذا بخل صاحبه بالتفاعل مع هذه الحملة، ولو بمنشور أو تغريدة أو تذكير بها بين أصحابه؟!

يحتاج كل مسلم أن يقف مع هذه الأحداث كامتحانات يختبر بها حرارته الإيمانية.

[2]

بلغت الحملة يومها الستين دون مساهمة من «المؤسسات الرسمية» التي تزعم وتدعي لنفسها حق تمثيل الإسلام، وتحتكر لنفسها حق التعبير عن منهجه «الوسطي المعتدل»!

وهذه من المواقف الكاشفة الإضافية التي نرى بها بوضوح أن هذه المؤسسات الرسمية إن لم تكن حربا على الدين وأهله، فهي في أقل أحوالها عبء عليه، إذ هي تلتهم الأموال وتزخر بالوظائف وتتضخم هياكلها، ثم نبحث عنها في الملمّات والمدلهمات فلا نجدها.. فإن وجدناها كانت عبئا وتثبيطا وحربا على الدين وأهله!

انشغلت هذه المؤسسات في فترة الحملة بحملات دعم وتأييد التطبيع مع الصهاينة، ودعم وتأييد قرارات غلق المساجد وتعطيل الشعائر، وفتاوى تجريم الإخوان المسلمين ومكافحة ما تسميه الأنظمة التطرف والإرهاب!

هذه المواقف يجب ألا تفوق ولا تنمحي من الذاكرة حين نتعامل مع هذه المؤسسات الرسمية، يجب أن يترسخ في يقيننا أنها وسائل الأنظمة الحاكمة لتطويع الدين ولتركيع المسلمين. وأما شأن الدين نفسه فلم يهتمّ به إلا المخلصون الذين استبعدوا من هذه المؤسسات!

[3]

يجب على المسلمين المقيمين في أوروبا، كما يجب على أولئك الذين يسعون إلى هذه الإقامة، أن يتفكروا طويلا في مصيرهم، وفي القادم الذي ينتظرهم، أو -على الأقل- ينتظر أطفالهم.

إنها لحظة متكررة من تاريخ المسلمين في الأندلس، تحت عصر محاكم التفتيش، فالآن قد أسفرت العلمانية الليبرالية عن أن لها أيضا محاكم تفتيش،  يُحاكم فيها من يُشَكّ في أنه لا يقبل السخرية من نبيه!

ولا ريب عندي لحظة أن الأمر سيتطور إلى ما هو أشد من ذلك، ويكفي أن يتفكر المسلم في أطفاله الذين سيُنْتَزَعون منه، إذا قدَّرت السلطات أنه متطرف لا يؤتمن على تربيتهم.

إن كثيرا من أبناء الأندلسيين الذين فضَّلوا البقاء في الأندلس بعد سقوط الحكم الإسلامي عنها، أو عجزوا عن مغادرتها، قد تحولوا إلى قساوسة ومقاتلين صليبيين منذ الجيل التالي مباشرة، فأي مسلم هذا الذي لا يرعبه هذا المصير؟!

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى