أعلن المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا عزمه إطلاق حملة خلال الأيام القادمة لتحفيز الألمان المسلمين للمشاركة بفعالية في الانتخابات القادمة لبرلمان البلاد (بوندستاغ) المقرر إجراؤها يوم 24 سبتمبر/أيلول القادم.
وأوضح رئيس المجلس أيمن مزايك أن حملة التحفيز الانتخابي ستنطلق في 300 مسجد في عموم ألمانيا طوال الفترة التي تسبق الانتخابات.
وخلال كلمة له نقلتها وسائل الإعلام الألمانية من مؤتمر “تحالف الانفتاح” أمس الجمعة بمدينة كولونيا (غربي ألمانيا)، أشار مزايك إلى أن هذه الحملة ستتضمن تخصيص جانب من خطب الجمعة لحث الناخبين المسلمين على المشاركة بمزيد من الفعالية في الانتخابات.
ولفت إلى أن الحملة ستشمل أيضا دعوة سياسيين من كافة التيارات السياسية الديمقراطية لفعاليات ستنظمها المساجد، للحديث فيها عن برامجهم الانتخابية، وتقديم معلومات حول الدستور الألماني والحقوق السياسية.
الديمقراطية ضمانة
ويزيد عدد مسلمي ألمانيا الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات العامة عن مليون شخص، من بين أفراد الأقلية المسلمة التي يناهز عددها خمسة ملايين نسمة.
وقال رئيس المجلس الأعلى للمسلمين إن مجلسه -الذي يعتبر من المنظمات الإسلامية الرئيسية في ألمانيا- قرر إطلاق هذه الحملة ردا على من يتهمون الأقلية المسلمة بأنها ليست مع الديمقراطية، وتأكيدا على أن المسلمين يعتبرون الديمقراطية والدستور الألماني ضمانة حياة لهم.
وجاء إعلان مزايك خلال مشاركته في مؤتمر “معا من أجل ديمقراطية حية” الذي أقيم تحت رعاية رئيس الجمهورية فرانك فالتر شتاينماير، ودعا إليه “تحالف الانفتاح” الذي تشارك فيه الكنيستان الكاثوليكية والبروتستانتية، والمجلس التنسيقي للمنظمات الإسلامية، والمجلس المركزي لليهود، واتحادات النقابات الألمانية.
وشدد 350 شخصا يمثلون النخبة شاركوا في هذا المؤتمر على أهمية إعلاء قيم الانفتاح والتعدد والعيش السلمي المشترك والدفاع عن الديمقراطية في المجتمع الألماني، وأكدوا على أهمية هذه القيم في مواجهة بروز تيارات شعبوية وأحزاب يمينية متطرفة معادية للأقليات والأجانب واللاجئين.
واعتبر الرئيس الألماني شتاينماير في كلمته أن انعقاد المؤتمر يوجه إشارة ضد اللامبالاة والانسحاب، ويظهر أن ألمانيا بها الكثير من الشجعان -على اختلاف أديانهم وتوجهاتهم وأعراقهم- المستعدين لتحمل مسؤولياتهم بالدفاع عن الديمقراطية وقيم الانفتاح.
(المصدر: الجزيرة)