حماس وشكر إيران في ميزان الشرع
بقلم د. رشيد بن كيران
لا مجال للمساومة على عقيدة أهل السنة، وأي تنازل عليها لأجل الحصول على قطعة سلاح أو مال أو أرض فهو مرفوض كرفضنا لعقيدة الرفض أو التشيع الخبيثة؛
فلأن يموت المسلم سنيا ولا يحرر القدس أهون في ميزان الشرع من أن يصبح رافضيا ويحرر القدس،
فلا قيمة لأي مسجد ولا منبر – مهما عظم شأنه – يتبنى عقيدة الطعن في عرض أم المؤمنين عائشة وعقيدة السب لأبي بكر وعمر وعثمان وسائر الصحابة، والتشكيك في حفظ القرآن الكريم وغيرها من عقائد الشيعة التي تطعن في ثوابت الدين.
وإلى يومنا هذا ، لا أعلم أن أهلنا في غزة تشيعوا، ولا يوجد لحماس مخطط لتشييع المسلمين في غزة أو فلسطين، بل الذي يشهد له الواقع في غزة ممارسة العقيدة السنية كباقي البلاد السنية، ولله الحمد، وما قد يوجد من تقصير في هذا الجانب في غزة فهو موجود في سائر البلدان السنية، وما يسري على هذه البلدان يسري على غزة، ولا يجوز الكيل بمكيالين.
تبقى مسألة لا بد من التعرض لها تتعلق بشكر حماس لمن ساعدها بتطوير سلاحها وقدراتها العسكرية، والمقصود شكر دولة إيران، وهنا بكل وضوح أقول:
1 – لا يوجد في دينا ما يمنع شكر الكافر أو المبتدع إذا أحسن للمسلم وقدم له مساعدات يحتاج إليها، بل الموجود عكس ذلك كما دل عليه عموم قوله صلى الله عليه وسلم: ” لَا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ “. فالكافر أو المبتدع من عموم الناس، ولا يجوز تخصيصه دون مخصص مقبول.
2 – لا يجوز شكر الكافر الذي قدم مساعدات أو المبتدع بما يفضي الى تزكية عقيدته المنحرفة أو منهاجه المبتدع، فالشكر يجب أن ينصب على المساعدات التي قدمت فقط ولا تتجاوز إلى غيرها.
3 – يجب التفريق بين عبارة “شكر إيران” وبين عبارة “شكر “الرافضة أو الشيعة” ، فالعبارة الأولى تشير الى كيان سياسي والثانية تشير إلى كيان عقدي وديني، والأولى جائزة اذا كان سبب الشكر غير مشروط بما يمنع شرعا، والثانية غير جائزة دون التفاف إلى أسباب الشكر.
4 – يجوز لحماس أن تشكر دولة إيران اذا قدمت لها معروفا ومساعدات ولم تشترط عليها ما يخل بعقيدتها أو ما يمكن لإيران من السيطرة سياسيا على غزة أو فلسطين.
5- تلام حماس لو أنها رفضت المساعادات التي ترتبط بتطوير سلاحها وقدراتها العسكرية من الدول السنية وفضلت إيران عليها، ولكن الواقع أن ما يسمى بالدول السنية تخلت عن حماس في هذا الجانب ولم تقدم أي شيء يذكر، والجهاد أو المقاومة العسكرية تحتاج إلى سلاح لا إلى شعارات.
وأخيرا، من يلوم حماس على شكرها لإيران رغم لاتزامها بالشروط المذكورة آنفا فهو أحد رجلين:
إما متلبس بالفكر المدخلي المنحرف الذي من حمقاته مثلا تنصيب حفتر واليا شرعيا على اللبيين تجب طاعته… ،
أو إما واقع في مذلة التطبيع مع الكيان الصهيوني ويرى أن كل من يناهض التطبيع يجب التشهير به وإقصاؤه.
(المصدر: هوية بريس)