
(حكم إفطار العمّال أو الطّلبة إن كان الصّيام يشقّ عليهم)! (٢)
بقلم: أ. د. محمّد حافظ الشريدة( خاص بالمنتدى)
يقول الصّادق الأمين ﷺ: {إنّ الحلال بيّن وإنّ الحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهنّ كثير من النّاس فمن اتّقى الشّبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشّبهات وقع في الحرام كالرّاعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإنّ لكلّ ملك حمی ألا وإنّ حمى اللّه محارمه} إنّ الغريب في الأمر واللافت للنّظر: أنّ من النّاس من يتعمّد ارتكاب السّيّئات ثمّ يطلب من شيوخ الضّلال فتاوی شاذّة تبرّر له ما فعل ظنّا منه أنّه إن تحايل على الخلق فإنّه قد يفلت من عقوبة الخالق! وعلى فرض أنّ أحد كبار الأغنياء قال لمن يبيح لنفسه أن يفطر بدون عذر شرعيّ: إن امتنعت عن المفطّرات وتحمّلت مشقّة الصّيام سأعطيك ألف دينار فهل سيفطر هذا المستهتر؟! مع التّذكير بأنّ العزيز الغفّار أعدّ لمن صام جنّات تجري من تحتها الأنهار! إنّ بإمكان العامل التّقيّ أن يعمل سويعات في النّهار ويستريح بعد ذلك فيكون ممّن عمل للآخرة وعمل لهذه الدّار ثمّ إنّ بإمكانه أن يحسب حساب شهر رمضان طوال أيّام العام فيستعدّ للصّيام بعد أن يوفّر ما يكفيه ومن يعول خلال السّنة كلّها ويأخذ إجازة في رمضان إن عجز عن التّوفيق بين العمل وبين الصّيام! وما أجمل أن يكون رمضان شهر عبادة وعمل كما كان حال سلفنا الصّالح المبجّل مع التّذكير بأنّ من عمل ليعفّ نفسه وأهل بيته فهو مجاهد في سبيل اللّه عزّ وجلّ! إنّ على الطّلّاب والعمّال الاستعانة باللّه الكبير المتعال ﷻ والأخذ بالأسباب والتّوكّل على مولی العباد وأن يتسحّروا وينووا الصّيام فإن حدث خلال النّهار أنّ أصيب أحدهم بإجهاد شديد فمرض: جاز له أن يفطر حينئذ ثمّ يقضي ما عليه بعد العيد! وها أنا ذا أهمس في آذان أبنائي الطّلبة وإخواني العمّال: (إذا لم يكن عون من اللّه للفتى : فأوّل ما يجني عليه اجتهاده)!
إقرأ أيضا:معاناة المرأة في زمن موسى (١١)