حكمُ التَّعاونِ مع العدوِّ الصّهيونيِ المحتلِّ
بقلم عارف بن أحمد الصبري “عضو هيئة علماء اليمن” (خاص بالمنتدى)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فإن التعاون مع الكافر المحاربِ ضدَّ المسلمين كفرٌ، وردةٌ، وخروجٌ من ملةِ الإسلام.
مسألة:
اليهود في فلسطين معتدون وغاصبون ومحتلون، ومحاربون للإسلام والمسلمين جميعاً.
وهذا هو التوصيفُ الشرعيُ لليهود في فلسطين بإجماع العلماء.
مسألة:
أبناءُ فلسطين مظلومون ومُعتَدَى عليهم، وقتالهم ضدَّ الصَّهاينةِ المعتدين جهادٌ في سبيل الله، دفاعاً عن الدينِ والنفسِ والأرضِ والعرضِ، والمال والحرماتِ، والمقدساتِ.
مسألة:
نظراً لعجز أبناء فلسطين عن صدِّ العدوان وطردِ المحتلِّ، فالجهادُ ضدَّ الصَّهاينةِ المحتلين واجبٌ على المسلمين الأقرب فالأقرب حتى يَعُمَ الوجوبُ المسلمين جميعاً.
مسألة:
التعاونُ مع العدو الصهيوني المحتلِّ ضدَّ المسلمين كفرٌ وردةٌ وخروجٌ من ملةِ الإسلام،
وقد أجمع أهل العلم على أنَّ من ظاهرَ الكفار من أهل الكتاب وغيرهم من الملل الكفرية على المسلمين، وساعدهم بأي نوعٍ من المساعدة فهو كافرٌ مثلهم؛ لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
معناه فإنّه يصيرُ من جملتهم، وحكمهُ حُكمهم.
مسألة:
فتاوى كبار العلماء في هذا العصر بشأن موالاة الكافرين:
صدرت العديد من الفتاوى من كبار العلماء المسلمين يبينون فيها الحكم الشرعي فيمن يظاهر الكافرين ويواليهم ويساعدهم،
وعَدُّوا فعله ناقضاً من نواقض الإسلام.
ومن ذلك:
أولاً:
جاء في موسوعة المفاهيم لمَجمعِ البحوث التابع للأزهر الشريف: (والذي يدلُ اليهودَ على عوراتِ المسلمين، ويتسبب في قتلِ الأبطال على أيدي اليهود يعد محارباً يستوجبُ قتله؛ لأنّه تسببَ في قتلِ المسلمين، وسببُ السببِ يأخذُ حكمَ السبب، ومن أعانَ على القتلِ ولم يباشرهُ كان قاتلاً أيضاً، على أنّ هذا الأمر الذي قام به من التعاون مع الأعداء يُعدُّ خيانةً لله وخيانةً لرسوله صلى الله عليه وسلم، وخيانةً لهذا الدين، وخيانةً للمسلمين، وقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أعانَ ظالماً بباطلٍ ليدحضَ بباطلهِ حقاً فقد برئ من ذمةِ الله تعالى، وذمةِ رسوله).
ثانياً:
قال أحمد شاكر رحمه الله في كتابه (كلمة الحق)، تحت عنوان:
“بيانٌ إلى الأمّة المصرية خاصةً وإلى الأمّة العربية والإسلامية عامةً”:
(أما التعاونُ مع الإنجليز بأي نوعٍ من أنواعِ التعاون، قلَّ أو كثرَ، فهو الردَّةُ الجامحةُ، والكفرُ الصّراحُ، لا يُقبلُ فيه اعتذارٌ، ولا ينفعُ معه تَأوُّلٌ، ولا يُنجِي من حكمهِ عصبيةٌ حمقاءُ، ولا سياسةٌ خرقاءُ، ولا مُجاملةٌ هي النفاقُ، سواءٌ أكان ذلك من أفرادٍ، أو حكوماتٍ، أو زعماءَ؛ كلهم في الكفر والردةِ سواء، إلا من جهِلَ وأخطأ، ثم استدركَ أمرَهُ فتابَ وأخذَ سبيلَ المؤمنين، فأولئك عسى اللهُ أن يتوب عليهم، إن أخلصوا من قلوبهم لله لا للسياسةِ ولا للناسِ…
وقال: ولا يجوز لمسلمٍ في أي بقعةٍ من بقاع الأرض أن يتعاونَ معهم بأي نوعٍ من أنواعِ التعاون، وإن التعاون معهم -أي الفرنسيين- حكمه حكم التعاون مع الإنجليز: الردةُ والخروجُ من الإسلام جملةً، أيَّاً كان لون المتعاون معهم أو نوعه أو جنسه).
خامساً:
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
(وقد أجمع علماء الإسلام على أنَّ من ظاهر الكفار على المسلمين، وساعدهم بأي نوعٍ من المساعدة فهو كافرٌ مثلهم).
وقال الشيخ بن باز أيضاً: (أما الكفارُ الحربيون فلا تجوز مساعدتهم بشيءٍ، بل مساعدتهم على المسلمين من نواقضِ الإسلام، لقول الله عز وجل: (ومن يتولّهم منكم فإنه منهم).
والمأمول من العلماء والدعاة والخطباء تناول هذه المسألة وبيانها للناس؛ لأنها مما لا خلاف فيها، ولما يترتب عليها من الخروج من ملة الإسلام.
وغفر الله لمن نشر هذه الرسالة ولوالديه وجعل ذلك في ميزان حسناته، والدال على الخير كفاعله.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.